ذوو الإحتياجات الخاصة والذين يطلق عليهم في لبنان تسمية "المعوق" هذا المصطلح يعبر عن الوصم بالإعاقة ،وما لها من آثار نفسية على الفرد .

نحن في دولة تعتبر نفسها متطورة أو متحضرة ولكن للأسف نحن في دولة "معوّقة" لأنها لا زالت حتى الآن تنظر إلى هؤلاء الأشخاص نظرة الإحتقار والسخرية ،لم تكن تسمية ذوي الإحتياجات الخاصة العائق الوحيد أمامهم ولكن حتى حقوقهم منتهكة ،بينما إحترامهم ومساعدتهم في الغرب يدل على حضارة هذه البلاد ، حيث أن الكل يندفعون لأجلهم ودون إحساسهم بأي نقص وإختلاف.

.فقضيةالمعوق هي قضية إنسانية بالدرجة الأولى، والمسؤول عنهم في لبنان هي وزارة الشؤون الاجتماعية الغائبة عن مشاكلهم وقضيتهم، فنحن لا ندري إلى من نوجه إصبع الإتهام للوزارة أم للدولة التي لا رئيس لها .

ففي دولتنا المصونة أصبح وجودهم عبئاً على اسرهم  نظراً لكلفة العلاج ،  وتكاليف التعليم الباهظة حيث تتراوح أقساطهم في المدارس الخاصة بين 12 مليوناً و 15 مليون ليرة لبنانية للطفل الواحد بالإضافة إلى كلفة جلسة علاجهم التي قدرت حوالي 60$ للجلسة الواحدة. إضافةً الى عدم توفر وسائل تكنولوجيا متطورة في المدارس لكي تساعدهم في التعليم وفي تطوير ابداعاتهم ،زيادةً على ذلك العواقب الخارجية التي يتعرضون لها يومياً كالطرقات الغير مجهزة لهم وكذلك عدم توفر وسائل مخصصة لتنقلهم من مكان إلى اخر .

إن هذه القضية لا تقتصر على الدور الفردي فحسب ،وإنما هي قضية مجتمع بأكمله ولا يمكن ان نقف أمامها بأي شكل من أشكال التهميش والتظليل ، حيث يتطلب هذا الموضوع إهتماماً كبيراً نظراً لإزدياد معدل ذوي الإحتياجات الخاصة في لبنان .

لذا لا بد من خلق بيئة مناسبة لتلك الفئة المهمشة من الناس وأيضاً تدريب وتعليم وتأهيل الشخص من ذوي الإحتياجات الخاصة كي يتكيف مع مجتمعه وليشعر انه جزء منه ،ويجب أيضاً أن يقابلوا بالاحترام المستحق من كل مجتمع .

 وأخيراً..

يبقى السؤال إلى متى سوف تبقى حقوقهم حبراً على ورق ؟وإلى متى سوف تبقى حالتهم نعمة وليست نقمة ؟