أرض واحدة تحررت هي أرض الجنوب، لكن المحتفلين بالتحرير، بين بنت جبيل والنبطية تقاسموا انتصاراتهم وبين ذكرى تم إحياؤها البارحة من قبل حركة امل وذكرى سيتم الإحتفال بها اليوم،ـ يبقى الواقع أن أرض الجنوب انتصرت بدماء الشهداء من الحزبين الذين جمعهم حب الجنوب لتفرق السياسة بين احتفالاتهم.

إنها ليست المرة الأولى، التي يختلف بها حزب الله وحركة أمل، ولكن بجهود جهيدة من رئيس الحركة حاول أن يسيطر على مسار العلاقة بينه وبين الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله، فكان أكثر من مرة وفي عدة مواقف يتخذ موقف الشريك الراضي لعدم بعثرة أوراق الطائفة الشيعية خصوصا أنه في الجنوب يقولون (الإتنين بيكملو بعض) كي لا يحصل خلاف بين المواطنين وهذه المقولة أكبر دليل على أن الإتفاق ليس سوى اتفاق استعراضي وإن أردنا التعمق أكثر في ذلك نجد أن الرئيس بري أصبح يخرج عن طاعة نصرالله وذلك حفاظا على المواطنية ورحمة بالوطن وبالعيش المشترك.

من الدخول عسكريا إلى سوريا بداية ثم معركة القلمون  وصولا إلى معركة الرئاسة،تباين واختلاف واضح في الأراء بين الرئيس والأمين، وربما ما "زاد الطين بلة" وزاد الفروقات بينهما هو التمسك والعناد والتعجرف الذي أبداه حزب الله إن كان من قبل أمينه او نوابه أو وزارئه بأن يكون عون رئيسا، فالجدير ذكره هنا، أنه منذ فترة بدأت مشاحنات بين وزير الخارجية جبران باسيل والرئيس بري فانتقمت قناة ألnbn  لرئيسها ولم تنقل المؤتمر الذي دعا إليه وزير الخارجية والمغتربين، جبران باسيل علما ان هذا التصرّف أتى بعدما اعترض بري على طريقة التحضير للمؤتمر، لجهة تجاوز السفراء وتهميش دور مدير عام المغتربين هيثم جمعة، المحسوب عليه، واهمال شرائح معيّنة من المغتربين.

وبعد ذلك توسعت فجوة الخلافات وأعلن بري انه ليس هناك خلافا استراتيجيا مع الجنرال، إلا أنه هناك اختلافات حول تقدير بعض المصالح في إدارة الدولة ، ونلفت النظر إلى انه هناك اختلاف حول ملف التعيينات الأمنية حيث يسعى عون ليقول "صهري في قيادة الجيش وأنا في الرئاسة أو لا أحد" وأما بري يسعى للحلول التي ترفع لبنان عن المخاطر.

وهنا نستطيع ان نرد أن سبب هذه الإحتفالات المختلفة تعود لتمرد بري على القيادات التي تمشي على قاعهدة "أنا في كل مكان"، ومنعا للمزيد من التشنج بين مناصري الحركة والحزب وخوفا على أن ينسب حزب الله النصر له وحده في التحرير، ما قد يزيد الإحتقانات بينهما والتي ظهرت بشكل جلي أثناء تقرير معركة خلدة، لجأ بري كعادته إلى حنكته فأعلن العصيان بشكل مبطن وتعمد بأسلوبه أيضا عدم زيادة التوتر بين المواطنين.