من المسؤول عن عملية تفجير مسجد القديح ؟ هل تنظيم الدولة ؟ أم التعبئة الوهابية ؟ أم الأمن السعودي ؟ أو أنها عملية مشبوهة هدفها تعزيز منطق الحروب المذهبية ؟

أسئلة كثيرة على لسان ضحايا المصلين الذين ذهبوا ضحية تحريض مذهبي وصراعات اقليمية أدخلت الجميع الى طواحين موتها لتحصد المزيد من أبرياء الله .

لا شك بأن " داعش " أداة اجرامية حاضرة وجاهزة وقادرة على ارتكاب فعل الاجرام ولها في المملكة رصيداً كبيراً من جماعات الرأي الى الجماعات الشابة المتأثرة بالخطابات الدينية المتطرفة والمستعدة الى القتل الطائفي والمذهبي تقرباً الى الله ونيل الرضوان والجنة . كما أن المضخة الدينية الوهابية الهائلة تضخ يوميّا من المتطرفين تماماً كما تضخ مضخات النفط من مواد خام ويبدو أن اختصاص الوهابية بالروافض والطائفة المغالية يغذي شحنات الموت لدى العديد من الشبان الجاهزين الى تفجير أنفسهم حتى بإله الشيعة نفسه .

السعودية وبعد اليمن باتت كدولة طرفاً فاعلاً ومباشراً في الحروب المذهبية بعد أن كانت مساهمة بالوكالة لا بالأصالة في حربيّ سورية والعراق وهي قد فتحت باب الأمن المذهبي على مصرعيه وأصبح من المستبعد درأ باب الفتنة عن المملكة وبالتالي فان تفجير القطيف سيكون له تداعيات خطيرة على الأمن وعلى الديمغرافية الحسّاسة جداً في المملكة وهناك امكانية جدية لاحداث تفجيرات في البُنيتين الأمنية والاجتماعية وهي مسألة باتت مفتوحة وبخيارات وأشكال متعددة طالما أن المناخات المسيطرة على السعوديين فيها الكثير من السُحب المحملة بغبار حروب مذهبية مُكثفة .

ما جرى أمس يتخطى حدود تفجير مسجد شيعي كما كان يحصل في العراق ,وما زال, ليرتبط بأمنيّ المملكة والمنطقة وسوف نشهد ردوداً سريعة من قبل أجهزة جاهزة ومتعددة لدفع دول أخرى الى حروب داخلية مستنزفة لقدرات يجب أن تُبذل في معارك أخرى .