بعد 36 عاماً من عمر إذاعة صوت أمريكا الفارسي ، بثت تلك الإذاعة برنامجها الوداعي ليلة الخميس الماضية لتنهي الفترة الثانية من حياتها التي بدأت بعد ثلاثة أشهر من إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، بإيعاز من الرئيس جيمي كارتر .

ويقال إنّ الرئيس كارتر، سأل مستشاره للأمن القومي، برجينسكي، عمّ إذا يقول الإعلام الأمريكي للشعب الأمريكي، وسمع منه بأنّ الولايات المتحدة، ليس لديها إعلام باللغة الفارسية، مما يثير إستغراب كارتر، الذي يطلب منه، إطلاق إذاعة فارسية، من أجل إيصال صوت الولايات المتحدة الرسمي، للشعب الإيراني .

بدأت الفترة الأولى لحياة الإذاعة الفارسية الأمريكية، عشية زيارة شاه إيران، للولايات المتحدة، في العام 1949، بغية توسيع العلاقات الثقافية بين البلدين، ليتم إغلاقها أيضا عشية زيارة أخرى للشاه بعد 13 عاماً في العام 1962 . ويُذكر أنّ شاه إيران، طلب من الرئيس الأمريكي جان أف كندي، إغلاق تلك الإذاعة، حيث لم يعد حاجة بإستمرار تشغيلها، وإستجاب الرئيس كندي لطلب الشاه .

ثم استأنفت تلك الإذاعة في 20 أيار 1979، بعد إجراء الاستفتاء العام لتحديد النظام السياسي في إيران، وكانتت تلك الإذاعة، طيلة عشرين عاماً مصدراً هاماً للحصول على الأخبار والتحليلات السياسية خارج فلك الإعلام الرسمي للجمهورية الإسلامية الإيرانية .

لم تكن الإدارة الأمريكية تفرض سياساتها على تلك الإذاعة التي كانت الموسيقى والغناء تشكلان جزءاً كبيراً من برامجها اليومية، إلا قبيل زيارة الوفد السري الأمريكي برئاسة مك فارلين، طلبت الإدارة الأمريكية من المشرفين على الإذاعة بث برنامج يتضمن مديحاً للجمهورية الإسلامية بسبب دورها الإيجابي في إنقاذ طائرة أمريكية تم خطفها إلى باكستان، كإرسال ضوء أخضر إلى إيران، والإيحاء بأنّ الوفد الأميركي ، يمثل الإدارة الأمريكية .

عام 1962 يشبه العام 2015 ، حيث أنّ الرئيس كندي خضع لطلب شاه بإغلاق الإذاعة الفارسية، بعد ما ضمن الشاه بتنفيذ الإصلاحات الزراعية، واليوم يخضع الرئيس أوباما، لرغبة إيران، بإغلاق ماكينتها الإعلامية الإذاعية ، بعد ما خضعت إيران، للإرادة الأمريكية في الملف النووي. ما أشبه الليلة بالبارحة !