بعد سنوات عدة من بث التشويش على الفضائيات الأجنبية من قبل الشبيحة، وبعد ما لم تتمكن كل الجهود الذي بذلتها حكومة الرئيس روحاني ، وخاصة الجهد المستميت الذي بذلها رئيسة منظمة البيئة، معصومة ابتكار محذرة من آثار التشويش على الأطفال والنساء الحوامل والأجنة، تدخّل المرجع الشيعي مكارم شيرازي في الموضوع وأعرب عن استيائه من بث تلك التشويشات، بالرغم من أنه معروف بتزمته الديني والدعوة إلى الإنغلاق الثقافي.

أكدّ المرجع شيرازي على أن لتلك التشويشات آثار سلبية على سلامة المواطنين، ولهذا يجب العمل لتحفيف آثارها. أثار بث هذه التشويشات الذي اشتدّ عقب الإنتخابات الرئاسية 2009 المثيرة للإحتجاجات، إستياء شديداً حيث إتجه معظم المواطنين إلى المصادر الأجنبية من أجل الحصول على معلومات صحيحة ، في ظل التعتيم الإعلامي الذي إنتهجته منظمة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الإيرانية. ورغم الحظر الحكومي الشديد على إستخدام أجهزة تلقي الأقمار الصناعية، وفرض غرامات على المستخدمين، ومداهمات الشرطة المباني من أجل فكّ ومصادرة هذه الأجهزة، إلا أنّ كل هذه الإجراءات لم تتمكّن من الحؤول دون إستخدامها من قبل المواطنين.

ولجأ النظام إلى إنتهاج أسلوب بث التشويش على الفضائيات الأجنبية التي إعتبرها معادية للجمهورية الإسلامية. ورغم الإحتجاجات الكثيرة والتحذيرات من هذه السياسة إلا أنّ النظام لم يتوقف عن فعلته هذه والتي صدّرها لشقيقه السوري، الذي هو الآخر إستخدم هذا الأسلوب لحجب قنوات مثل الجزيرة والعربية في الأراضي السورية.

وأعلنت في وقت سابق شركة هاتبرد عن أن بث التشويش من قبل إيران أثّر على أنشطة القنوات التي تغطيها هذه الشركة الفضائيّة. لم تقبل أية جهة في إيران مسؤولية بث التشويشات على الفضائيات الأجنبية، غير أنّ الرئيس السابق لمنظمة الإذاعة والتلفزيون الحكومية الذي يعينه مرشد الجمهورية الإسلامية، أعلن في وقت سابق: أنهم [ أي أعداء إيران] يبثون التشويش [كناية عن البرامج السياسية المعارضة للنظام الإيراني] ونحن نبث التشويش في إشارة إلى أنّ إيران تتعمد في ذلك.