يطغى الواقع الإقتصادي المتردّي على السوق التجاري في بعلبك ، وعلى التجار وأصحاب المحال التجارية الذين ضاقوا ذرعاً من الخسائر التي يتكبدونها بسبب الأحداث الأمنية والمعارك الدائرة على الحدود  ، ناهيك عن الخطط الأمنية التي غاب خلالها المطلوبين عن الأنظار وغابت معهم العجلة الإقتصادية حيث كانوا يشكلون نسبة كبيرة من المتسوقين بحسب أحد التجار .

ولأن "الرزق عند تزاحم الأقدام" ، وفكرة الإقتصاد أمنية بحيث عندما يكون هناك أمن تكون الحركة الإقتصادية جيدة والعكس صحيح، ترى السوق التجاري في بعلبك يكاد يخلو من الناس ، فالخضّات الأمنية التي تضرب البقاع - وما أكثرها - بدءاً من إطلاق النار خلال أيّ إشكال أو تشييع شهداء والتهويل الإعلامي لأيّ معركة كفيلٌ بأن يخلي السوق بعشر دقائق .

وكأنه أريد للبقاعيين أن يبقوا ضمن حلقة الخوف المترافق مع التجييش الديني لهم، فعندما يقال لهم أن خسارة الدنيا سوف تربحك الآخرة {اللعب على الدين}،وتعميم فكرة التعويض عليهم جراء الخسارة الإقتصادية وما يرافقها من تعويض روحي  طالما أنت مع هذه القضية التي وضعت لك ، يدفع الناس للقبول بالأمر الواقع .

لكن السؤال يبقى ماذا عن أصحاب المحال والتجار الذين هم خارج هذه القضية ، فمن يعوّض عليهم خسائرهم طالما أنّ هذا الجمود الإقتصادي ضريبة يدفعها الناس في ظلّ ما يطمحون إليه .

محمد بيان أحد أصحاب المحال التجارية في السوق أكدّ لموقع "لبنان الجديد" ، أنّ الحركة التجارية في السوق ضعيفة منذ قرابة السنة، وأصبحت شبه معدومة منذ ثلاثة أشهر وإنخفضت بنسبة 30 % عن العام الماضي، فمعظم أهالي القرى والبلدات المجاورة يذهبون إلى زحلة للتسوق دون الدخول إلى بعلبك وذلك بسبب التوترات الأمنية والفلتان ، مضيفاً أنّ معظم التجار يدفعون إيجارات محالهم من جيبوهم وأن خسائهم لم يعد بمقدورهم تحملها .

أسهمت عدة عوامل في إنعدام الحركة التجارية في بعلبك، وتوجه الناس إلى مناطق أخرى للتسوق تتحمل جزء كبير منها السلطة المحلية ، ومنها :

الفلتان الأمني، القوة الشرائية المتدنية عند الناس، خطة السير التي ضرب بها الوسط التجاري وتغيير مداخل ومخارج المدينة {المسؤول عنها بلدية بعلبك} ، توجيه السوق نحو تجارات محددة بقصد إنماء منطقة على حساب أخرى، مشروع الإرث الثقافي الذي قام بترميم السوق القديم وواجهات المحال بحيث ضاقت الطرق داخل السوق ولم يعد بإستطاعة المواطنيين ركن سيارتهم والتجوال فيه، وأخيراً وليس آخراً غياب الخطط الإنمائية عن المدينة .

ويبقى أن تعود بعلبك إلى سابق عهدها لتعجّ أسواقها بالمواطنيين،وتعود قلعتها لإستقبال زوارها ونحن على أبواب موسم سياحي غاب عنها لعامين متتاليين للأسباب الآنفة الذكر.