ضجت المواقع الإجتماعية منذ يومين بصور لمحمولات 107 ورشاشات ثقيلة تتجه نحو جرود يونين وبريتال ونحلة، يرفع عليها رايات حركة “أمل” فسارعت حركة أمل إلى إصدار بيان ينفي صحة الصور، عبر المكتب الإعلامي المركزي ومما جاء في البيان:" تتداول بعض مواقع التواصل الاجتماعي صورا واخبارا تتعلق بحركة أمل والاحداث التي تجري على الحدود الشرقية.

يهم قيادة الحركة ان تؤكد ان اي موقف يصدر فقط عن المكتب الاعلامي المركزي الذي لا يتبنى اي من تلك الاخبار."، كما أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وفي دردشة مع زوار إعلاميين نفى صحة الخبر ليظهر أيضا الدكتور طلال حاطوم مؤكدا على زيف هذه الصور والأخبار.

فلماذا يتم زج حركة أمل في آتون معركة القلمون؟

مما لا شك فيه أن رئيس مجلس النواب نبيه بري هو الرجل المناسبفي المكان والزمان المناسب، والمقبول به من كافة الأوساط السياسية، صحيح أنه حليف لـ"حزب الله" والنظام السوري لكنه في المقابل متباين معهما في بعض الأفكار، وخير دليل على ذلك ما قاله حرفيا :" "طالما ان هناك من يحتل ارضا لبنانية فأنا مع المقاومة لتحريرها" وذلك قبل أن تبدأ معركة القلمون التي يقودها جيش الأسد والحزب.

إن هذا التباين في مواقف بري ليس غريبا من قبله، باعتبار أنه رئيسا لمجلس نيابي ومن مهمته أيضا ن يحافظ على تكاتف هذا المجلس ونحن في بلد حتى المجلس التشريعي مهدد بالإنهيار، فكيف إذا قيل أن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي هو رئيسا لحركة أمل يشارك بمعارك القلمون؟

فلا بد لذلك أن يوقد شرارة أيضا داخل المجلس النيابي لذذلك نأى عن هذه الفكرة. والجدير ذكره هنا،أن معركة القلمون سترفع من حدة السجال بين المذهبين السني –الشيعي خصوصا أن (الحرب الطائفية على كف عفريت) لذلك قرر بري عدم توريط "حركة أمل" في القتال عسكريا وبذلك يدحض قول كل من يقول أن الطائفة الشيعية تقاتل الطائفة السنية فيبعد بذلك شبح الحرب الطائفية عن لبنان.

وبما أن بري يلعب دور الوسيط في حوار "حزب الله والمستقبل" ودائما من يحاول تقريب وجهات النظر بين الأفرقاء اللبنانيين فليس من مصلحة حزبه أن يقف لطرف دون آخر وبالتالي يخسر دوره الحيادي ويصبح مشاركا مع "حزب الله".

كل هذه الأسباب مجتمعة تدفع برئيس الحركة إلى عدم زج الحركة في آتون المعارك وربما يعود ذلك لتفضيل المصلحة الوطنية وللتأكيد على الحياة السلمية بين السنة والشيعة مع العلم أن هناك بعض الأفراد الذين قاتلووا في سوريا وربما انضموا إلى القتال في معارك القلمون لكن ذلك يعود إلى حالات فردية ولا علاقة للحركة بها التكليف. ويبقى السؤال الذي سنحاول معرفة إجابته: من الجهة المستفيدة من هذه "الخبريات" المزيفة؟