تستمر المعارك بوتيرة متصاعدة في منطقة جبال القلمون السورية المتصلة بالاراضي اللبنانية، ويتوقع ان تنطلق المرحلة الثانية ممّا اعتمد على تسميته "حرب القلمون" مطلع هذا الاسبوع. ويستعد "حزب الله" لما تصفه مصادره بـ"المنازلة الكبرى" مع مسلحي القلمون والتي من المفترض ان تبدأ ملامحها اليوم أو غداً، وقد حشد الحزب لوجستياً في الساعات الاخيرة و استدعى عناصره للالتحاق بالسرايا التي نجحت بأعدادها القليلة في السيطرة على مساحات لا بأس بها داخل الاراضي السورية انطلاقاً من جرود بريتال.


ويؤكد قائد ميداني في القلمون لـ"النهار" ان المقاومة لم تستدع عناصر التعبئة، بل اكتفت بفرق النخبة في مواجهات القلمون، وان عدد المشاركين في المعركة لا يتجاوز الـ2500 عنصر على خلاف ما سرب سابقاً، ويعزو القيادي السبب الى ضرورة الاعتماد على فرق النخبة التي تلقت تدريبات قاسية للاستعداد لهذه المعركة وان المقاتلين لم يجدوا اي مقاومة تذكر باستثناء مواجهات الجمعة الفائت بالقرب من جرود الجبة حيث جرح عدد من عناصر الحزب بعد اصرار النصرة على المواجهة على خلاف ما دأبت عليه في المواجهات السابقة واعتمادها سياسة الهرب الى الخلف للاحتماء في جرود عرسال وما تشكله البلدة من بيئة داعمة لـ"الثوار"، فضلاً عن وجود بعض عائلات المسلحين في مخيمات النازحين.


ويكشف ان مواجهات محدودة جرت على مسافة امتار بين الطرفين الا ان التفوق اللوجستي والبشري حسمها لمصلحة الحزب.


وفي سياق متصل يعتقد القيادي في "المقاومة" ان "النصرة" ستحتفظ بالعسكريين اللبنانيين للمفاوضات من أجل تأمين مخرج آمن لعناصرها في حال حصارها في جرود عرسال، علماً ان "داعش" سيقاتل في "طلعة موسى" آخر المواقع الاستراتيجية للجماعات المسلحة في القلمون، وان هذه المواجهة ستحتاج الى تدخل الطيران السوري، وقد تستغرق اسابيع وستكون قاسية ومفصلية.