ردود رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري، على خطابات الأمين العام لـ «حزب الله»، حسن نصرالله ومواقفه، انتقلت، بعد «عاصفة الحزم»، من الحوار إلى المواجهة. وهو قال على حسابه في «تويتر»، إن نصرالله يتعامل مع «عاصفة الحزم» باعتبارها «هزيمة شخصية له وللمشروع الإيراني في اليمن». وبعد الخطاب الأخير للأمين العام، وَصَفَ الحريري موقف نصرالله من أحداث اليمن بأنه مثل من «يتحدث عن الضاحية أو النبطية»، ويتصرف باعتباره «القائد الفعلي للحركة الحوثية». وأضاف أن: «الاهتمام المثير لنصرالله بالملف اليمني، يؤكد المتداول من أن إيران كلَّفته شخصياً منذ سنوات مسؤولية رعاية التنظيم الحوثي المسمّى أنصار الله»، محذّراً إياه من توريط لبنان بالحروب الأهلية في المنطقة، ومن المواجهة في القلمون على الحدود السورية.

 

 

صحيح أن السياسيين اللبنانيين يتراشقون بالتصريحات، ثم يجلسون إلى بعضهم وكأن شيئاً لم يحدث، لكن سعد الحريري لم يدخل هذه اللعبة، في شكلها التقليدي المعروف. كان، على الدوام، يعبّر عن موقفه بالحد الأدنى من الصراحة والوضوح، وإعطاء مسافة للتفاهم. وهو ظلَّ لسنوات متمسكاً بالهدوء تجاه مواقف «حزب الله». وحين انخرط الحزب في الحرب على الشعب السوري إلى جانب النظام، لم يلجأ سعد الحريري إلى اللغة التي تحدّث بها عن دور «حزب الله» في انقلاب الحوثي. لكنه اليوم قرر المواجهة على نحو يُعدُّ سابقة، واعتبر في إحدى تغريداته أن الدولة اللبنانية «مشطوبة» من عقل حسن نصرالله ، وأن «حزب الله» هو «البديل منها وسيقوم مقامها في الذهاب إلى الحرب في القلمون». وأضاف: «يقول نصرالله إن الذهاب إلى حرب القلمون أمر محسوم، وهو من يرسم حدود العملية وزمانها ومساحتها، ونحن نقول للسيد حسن، أنت تكلّف نفسك بمهمة لا أخلاقية ولا وطنية ولا دينية. أنت تتلاعب بمصير لبنان».

 

 

موقف سعد الحريري، الجديد في شجاعته ووضوحه ومفرداته، يشير إلى أن خلاف الحريري مع «حزب الله» وأمينه العام بات أكبر من قضية المحكمة الدولية، والقضايا المطروحة على الساحة اللبنانية، بين 14 آذار و8 آذار. صارت العلاقة المتوترة بين الطرفين جزءاً من صراع النفوذ في المنطقة. تدوينات سعد الحريري تلوِّح بموقف أعمق من وقف الحوار بين الطرفين، وربما، السعي إلى دعم توجُّهات بتصنيف الحزب على أنه منظمة إرهابية.

 

 

لا شك في أن انكشاف دور «حزب الله في تنفيذ الأجندة الإيرانية علناً، وبهذه الجرأة التي لم تترك مجالاً لتفسيرات أخرى، هو الذي دفع الحريري إلى مواجهة يصعب التكهُّن بتداعياتها، وأبعادها على لبنان والحزب.

 

 

سعد الحريري لا يعبّر عن موقف «تيار المستقبل» فحسب، بل عن توجهات حلفائه أيضاً. و «ساعة الوعي» التي يرى الحريري أنه آن أوانها، ربما تهدف إلى ما هو أبعد بكثير من مجرد الاكتفاء بنزع سلاح «حزب الله»