• إن واقع الحرب السورية أو الأزمة ، مهما كان التوصيف ، بات واقعاً مفروضاً على لبنان لتتأثر القطاعات به ولا سيما في البقاع . وهذه الازمة أثرت بدرجة كبيرة على الوضع الإقتصادي فكان لها الدور الأبرز في تراجعه خاصةً في البقاع – بعلبك، ولا يمكن التطرق للوضع الاقتصادي والإنمائي في منطقة البقاع الأوسط، من دون المرور حكماً بتفاصيل الحياة السياسيّة كما الأمنية هناك ، التي أثّرت بشتى الأشكال على كل القطاعات، سلباً وحتى إيجاباً.  

ولتسليط الضوء على حال البقاع قبل هذه الازمة فإن 70% من البقاعيين يعتاشون من القطاع الزراعي الذي اصبح في خطر في ظل هذه الحرب . فهذا القطاع تأثّر سلباً في ظلّ الأزمة السوريّة، خصوصاً في عملية نقل الإنتاج عن طريق البرّ. ومع اشتدّاد المعارك في سوريّا أصبحت طرقات تصدير الإنتاج بمعظمها مقفلة، وتوقّفت بشكل شبه تام حركة التصدير البرّي. لكن على الرغم من كلّ السلبيّات التي أتت بها الأزمة السوريّة، فإن إيجابيات قليلة حملتها في الوقت نفسه، إذ أن كثيرين من النازحين السوريين باتوا يعملون في القطاع الزراعي، وبكلفة أقلّ من اليد العاملة اللبنانية ، مما وفر تكاليف على أصحاب الأراضي الزراعية.

 وفي خلال لقائنا مع احد سكان البقاع، قالت وداد وهي صاحبة محال ألبسة : "الحركة خفت كتير ، صرنا عم نخاف نجيب بضاعة ، قل البيع "

أما عباس وهو أب لثلاثة أولاد :" ما في حياة بالأسواق وصرنا عم نعيش كل يوم بيومه حتى ما نخسر مصرياتنا لو بيتركوا المعركة للسوريين وبيبعدونا عن هالمخاطر"

ورأى أحد المزارعين :" انا ما بعرف ليه الحزب هيك عم يعمل فينا ، شو خصنا بسوريا لحتى ندخل بحرب ونتأثر نحن " .

ومن منطلق هذه الشهادات فإن الحديث المتواصل عن مواجهة ميدانية واسعة في القلمون (سوريا) ضاعفت من هذه الازمة التي كان لها اثر كبير على معيشة سكان البقاع. نظراً الى التداخل الجيوسياسي بين مدن وقرى القلمون السورية والبقاع خصوصاً بعلبك ؛ وكذلك مشاريع القاع والهرمل . فعاشت المنطقة حالة من القلق والاستنفار مما أدى الى الركود الاقتصادي وجمود الحركة التجارية . وعلى ما يبدو أن هذه الحرب التي دخلها حزب الله لم يدرس أثرها الإقتصادي والمعيشي على البقاعيين وعلى لبنان، فأدخل أهالي البقاع بدوامة من الخوف والحذر

وترقب الآتي. فهل سيخسر حزب الله جمهوره بسبب إهماله للمواطنين؟