يعتقد الكثيرون من محبّي الرئيس نبيه بري أن تدني التمثيل النيابي لأحزاب الطوائف وغياب رموز نيابية وسياسية عن الندوة البرلمانية وعن الدولة والعمل الحزبي كلها عوامل تستدعي الرئيس نبيه بري الى تقديم استقالته من رئاسة المجلس النيابي وأن يودع العمل النيابي طالما أن الفئة العمرية والسياسية أصبحت تطال صغار السن في الأحزاب كافة ولم تعد تطال نخب قانونية وسياسية لطالما شهدها المجلس النيابي منذ تأسيسه الأول .

حتى أن رموز التمثيل الطائفي باتوا يعتمدون على نسائهم وأبنائهم وأصهرتهم ويبدو أن نهاية خدمة جنبلاط من العمل النيابي وترك مقعده لابنه تيمور قد حفّز الرئيس بري على نهاية خدمته أيضاً وترك مقعده لابنه عبد الله كما ترتئي جهات تستبق موضوع الفراغ والشغور الذي قد يسببه الرئيس بري ولأكثر من سبب وبذلك تُصبح أمل ورئاسة المجلس في خبر مجهول .

ان الغلو في الحب للرئيس نبيه دفع بالمحبين الى رفض دور الاستاذ في مجلس يفتقد لمستويات التمثيل القانوني والسياسي بحيث أن أيّ جهة طائفية تتعاطى مع المجلس النيابي من الباب المنفعة وترتيب الأمور الشخصية لأشخاص ذي مكانة وحظوة خاصة لدى الزعيم أو القائد أيّ أن المعايير التي تتحكم بالترشيحات الحزبية النيابية هي معايير مزاجية قائمة على القربى والمودة والمنفعة وهكذا أصبح المجلس لصغار القوم وبات مدرسة اعدادية وفيها أستاذ واحد يؤدب المشاغبين من أطفال الطوائف .

أن الرئيس نبيه بري مرجع سياسي كبير وزعيم طائفي ورجل دولة وقد قاد لبنان في فترات ومراحل كثيرة جعلت منه الرئيس الفعلي والزعيم الوطني ومع تغير الظروف تغيرت الأحجام والتوازنات وتمّ تصغير حجم العمل النيابي بتدني مستوى التمثيل الذي أوجد هوة حقيقية ما بين الرئيس والمستنوبين وباتت الفروقات سمات واضحة داخل العائلة النيابية فهناك أب وأولاد وهناك تباين فعلي في الوعي القانوني والسياسي الأمر الذي فضح مؤسسة تشريعية لطالما كانت من أفضل البرلمانات العربية .

يستصعب المحبون للرئيس نهاية دور لا يُحسد عليه داخل المجلس وفي القرار السياسي الطائفي والوطني بعد أن تمّ مصادرة كل شيء لصالح قيادات معلبة اقليمياً وكان ذلك على حساب قيادات أسهمت في صناعة نفسها بنفسها وباتت الآن مجرد مرجعيّات لا يُستأنس حتى برأيها .

فهل يحقق الرئيس أمل محبيه بقرار تاريخي سيضيف الى سجله التاريخي كقائد استثنائي لبناني علامة مضيئة في التاريخ السياسي ليصبح لبنان نبيه بري كما كان لبنان فؤاد شهاب أم أنه سيبقى في موقعه ومهم كان وهنه خدمة لمصالح من تبقى من المحرومين في وطنهم ؟