إيماناً بتغيير الصورة النمطية السيئة عن بعلبك،والتي إقترنت بالفوضى الأمنية والمشاكل وإطلاق الرصاص،وتجارة الممنوعات،وكي لا يلبسها البعض لبوساً لا يمت إلى تاريخها وأصالتها بصلة،وفي ظل التصحر الثقافي والغزو الإلكتروني وتحويل الأجيال الصاعدة إلى أرقام جافة،جاءت فكرة معرض الكتاب اللبناني الأول في بعلبك.

هي فكرة كان الشيخ عباس الجوهري رئيس المركز العربي للحوار صاحبها وهو من آمن بالمنطقة وأهلها،وأراد أن يغير تلك الصورة التي صبغت المنطقة لسنوات،فكرة تلقفها الدكتور الجامعي حسين فضل الله زعيتر صاحب مدرسة مودرن إنترناشيونال سكول في بعلبك،رجل عاد إلى منطقته ليلاقي الشيخ عباس في منتصف الطريق ويفتح كوةً في جدار الظلامية والجهل الذي تجتاح البعض.

جهد وتعب على مدى أسابيع تكلُل نهار الأحد في إفتتاح معرض الكتاب اللبناني الأول في بعلبك،أكثر من عشرة دور نشر ومن أهمها في لبنان تشارك في المعرض الذي يستمر لأسبوع،ويتضمن باقة من مختلف أنواع الكتب الأدبية والسياسية والعلمية والأدبية وغيرها وبأسعار تناسب الجميع. الدكتور حسين زعيتر وفي حديث لموقع لبنان الجديد قال:أنه في زمن إنجراف التربة،وإختفاء القمم،وكأنه عصر الممحاة التي تعبث بتراثنا وتشوه معالم حضارتنا جاء معرض الكتاب اللبناني الأول في بعلبك،فبلادنا وأعمدة تاريخنا شواهد على عظمة جذورنا،ويكمن السَر هنا في الكتاب الذي قال فيه المتنبي:أعز مكان في الدُنى سرج سابح وخير جليس في الأنام كتاب.

وأضاف،يا تعس ما وصلنا إليه في عصر التطور التكنولوجي ووسائل التواصل الإجتماعي الحديثة التي دفعت العديد من شبابنا نحو العزلة والتوحد بسبب ولوجهم في تلك العوالم الإفتراضية،وتابع أنه رغم إدراكنا لأهمية ما وفرته ثورة المعلومات من يسر وسرعة،ومن خدمات تفوق الخيال بدقتها وسرعتها وسعتها إلا أننا حصدنا منها الزُوان ولم نقطف منها الثمار وخسرنا فوق ذلك كله نور الكتاب بما فيه من ثروات.

إنها خطوة تأتي في منطقة تعاني من مشاكل شبه يومية حتى بات البعض يتخوف من ذكر إسمها،تحدَي لإعطاء الدليل وبالبرهان أن لبعلبك وجه آخر،وفي ظل ثورة السلاح والرجولة في إطلاق الرصاص صعوداً ونزولاً ويا بئس الرجولة تلك،يبقى السؤال من يدوم الكتاب أم أزيز الرصاص ومن نختار؟