أنهى وفد مجلس العمل والاستثمار اللبناني في المملكة العربية السعودية جولته على كبار المسؤولين اللبنانيين والقادة السياسيين، أول من أمس بوعد من رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد بخفض لهجة الهجوم على السعودية وكبار المسؤولين فيها، مبدياً تفهمه للتحرك الذي قام به المجلس في لبنان تحت عنوان «شكراً… عذراً… كفى»، الذي تصدر حملة المجلس من أجل التأكيد على العلاقات الإيجابية الســـعودية – اللبنانية، بعد الحملة العنيفة التي شنها الحزب على المملكة وقادتها على خلفية الأزمة في اليمن.

وإذ غادر الوفد بيروت أمس عائداً الى الرياض، قالت مصادره لـ «الحياة»، إن النائب رعد استقبل الوفد لمدة ساعة وناقش معه معاناة الجالية اللبنانية في السعودية نتيجة الهجوم الحاد الذي قام به الحزب ضدها.

وكان الوفد لقي تشجيعاً من رئيس الحكومة تمام سلام ورئيس «اللقاء النيابي الديموقراطي» وليد جنبلاط على الاجتماع بقيادة «حزب الله» لإسماعها صوت اللبنانيين الذين يعملون في المملكة العربية السعودية والضرر الذي يلحق بهم نتيجة الحملات عليها. وكان الأخير ساهم في ترتيب اللقاء مع رعد لهذا الغرض.

وزار الوفد أول من أمس رئيس البرلمان نبيه بري ثم النائب رعد، الذي زاره الوفد بعد أن كانت «كتلة الوفاء للمقاومة» أصدرت بيانها الذي كررت فيه الهجوم على سياسة السعودية في اليمن.

وعلمت «الحياة» أن الوفد خرج مرتاحاً من لقائه بري، الذي أبدى قلقه من الأوضاع في المنطقة ومن إمكان تصاعد الفتنة السنية- الشيعية. ونقل أحد أعضاء الوفد عن رئيس البرلمان قوله إنه بعد أن كان المبادر الى الدعوة لاتفاق السعودية وسورية (السين- سين)، يرى الآن ان معالجة الوضع في لبنان وتجنيبه التأزم في المنطقة بات يحتاج الى اتفاق إيران والسعودية (ألف- سين) وإلا فإنه ستكون المعالجة للأزمة في لبنان صعبة.

وأوضح عضو الوفد أن بري كرر دعوته الى الحوار في اليمن، لكنه امتدح الموقف السعودي باحتضان الجالية اللبنانية والدعم السعودي الدائم للبنان، لا سيما للجيش اللبناني. كما امتدح الدور الذي يلعبه السفير السعودي في بيروت علي عواض عسيري في صيانة العلاقات السعودية- اللبنانية وانفتاحه على كل الأطراف، وذكرت مصادر الوفد ان بري كان واضحاً بأنه لا يوافق على اللهجة العالية في مخاطبة المملكة في لبنان، خصوصاً أنها تسبب مشكلة للجالية اللبنانية في السعودية وتؤذي الاقتصاد اللبناني والعلاقات بين البلدين.

وأشارت مصادر في الوفد إلى أن اللقاء مع النائب رعد مساء أول من أمس كان صريحاً من جانب «مجلس العمل»، وأن نقاشاً طويلاً جرى حول مواقف الحزب، أدلى خلاله كل من طرفي الاجتماع بدلوه. وأوضحت أنه تحدث خلال الاجتماع رئيس مجلس العمل محمد شاهين، والأعضاء إيلي رزق، كميل مراد وربيع الأمين وحسن حطيط، فركزوا على أن المواقف العالية النبرة ضد السعودية لا تخدم الحزب ولبنان ولا تفيد الانتشار اللبناني في الخليج والسعودية. وذكر المصدر أن عضو الوفد ربيع الأمين قال في مداخلته لرعد: درسنا في الكتب أن الحروب تحصل والسلام يعقد من أجل الاقتصاد. ما يحصل عندنا أننا ندمر الاقتصاد بالكلام. وبعدما أكد بعض أعضاء الوفد أن المواقف العالية النبرة والحملات من قبل إعلاميين لا تحقق أي مكسب لـ «حزب الله»، دعا الأمين الى التشبه بالعلاقات التركية- الإيرانية، حيث تحتفظ طهران وأنقرة بالمصالح المشتركة في ما يعود بالفائدة على البلدين، على رغم الخلافات بينهما ووقوف كل منهما على تعارض وتناقض كبير ودعم فرقاء متحاربين في كل من سورية والعراق.

وفيما أبدى النائب رعد «تفهمه» أوضاع الجالية في السعودية، كما نقل عنه أعضاء في الوفد، أبدى استعداداً لعمل ما يلزم للحفاظ على وجود الجالية اللبنانية في المملكة، وأُثنى رعد، بعد تفهمه تحرك المجلس، على العلاقة بين الشعبين السعودي واللبناني، على رغم الخلاف بين قيادة الحزب والسياسة السعودية. إلا أن أعضاء الوفد أبلغوه أن الاستياء الذي ينقلونه جراء المواقف التي تصدر عن الحزب، هو الاستياء الشعبي والإعلامي السعودي الذي يؤثر على اللبنانيين في المملكة، قبل الحديث عن الاستياء الحكومي أوالرسمي.

وقالت مصادر الوفد إن اللقاء انتهى بوعد من النائب رعد بخفض اللهجة تجاه المملكة، ثم وافق على أخذ صورة مع أعضائه يحملون الملصق الذي عليه شعار الحملة: «شكراً… عذراً… كفى».