أبلغت مصادر واسعة الاطلاع صحيفة «الراي» ان العماد عون يضع مجمل الخيارات «على الطاولة» ولا يستبعد حتى الساعة اياً منها سواء في ما خص «قلب الطاولة» حكومياً بالاعتكاف او الاستقالة او اطلاق تحركات شعبية او غيرها من «المفاجآت»، لافتة الى ان زعيم «التيار الحر» الذي سبق ان ذاق تجربة غير مشجعة من حلفائه ابان التمديد للبرلمان مرتين ثم التمديد الاول لقهوجي يريد ضرب مبدأ التمديد من حلقته الأقرب المتصلة باللواء بصبوص كي ينسحب هذا الأمر تلقائياً على العماد قهوجي فلا يظهر انه يخوض «معركة حقوق عائلية» (ايصال صهره روكز الى قيادة الجيش في موازاة معركته الرئاسية).

وترى هذه المصادر ان عون ينتظر ايضاً عودة موفد الرئيس سعد الحريري النائب السابق غطاس خوري الى لبنان (هو يرافق الحريري في زيارته لواشنطن) ليسمع الجواب النهائي في ما خصّ التمديد للقادة الأمنيين، متوقفة عند استباق «الجنرال» ذلك بردّ عنيف على رئيس «كتلة المستقبل» الرئيس فؤاد السنيورة الذي كان «اعتبر ان عون لا يمشي كرئيس ولا يوجد بني آدم ممكن يمشيه»، اذ قال: «بتنا اليوم في زمنٍ يعطي فيه من نهبوا أموال الدّولة آراءهم حول من يصلح ليكون رئيساً للبلاد. فليتوجّهوا إلى القضاء أولاً وليبرّروا أنفسهم أمامه».

وبحسب المصادر نفسها، فإن زعيم «التيار الحر» يحاول ان يستفيد في عملية ضغطه بملف القادة الأمنيين من اقتناعه بأنه حاجة لـ «حزب الله» الذي لا يحتمل ان يخسر حليفاً مسيحياً قوياً في لحظة تعمُّق الشرخ بينه وبين الفريق السني (رغم حوار تخفيف الاحتقان) وانكشافه عربياً واحتدام المواجهة الاقليمية بين ايران ودول الخليج، متوقعة انعقاد لقاء قريب بين عون والامين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله لبحث مجمل الملفات العالقة وقطع الطريق على اي تفاعلات للتباينات حيالها.

وتلفت هذه المصادر الى ان «حزب الله» محرج في التعاطي بملف القادة الامنيين، اذ انه مقتنع بأن الفراغ في المراكز الأمنية قد يكون «خطأ قاتلاً» في ظل اللحظة الحرجة اقليمياً وتعاظُم المخاطر الأمنية ربطاً بالأزمة السورية والاستعدادات لمعركة القلمون، كما ان الحزب ومعه أكثر من فريق آخر لا يرغبون في التفريط بورقة العماد قهوجي كمرشح تسوية رئاسي باعتبار ان عدم التمديد له قد يعني انه بات «خارج السباق».

وتختم هذه المصادر بالاشارة الى انه رغم المناخ المحتدم الذي جعل لبنان يسير على «حبل مشدود»، فإن من المستبعد ان يتورّط اي فريق لبناني في تحمل تبعات نسْف «الستاتيكو» الذي يحكم الواقع اللبناني ودفع الامور نحو أزمة نظام عبر تعطيل كل المؤسسات، وداعية الى ترقُّب «هبة باردة» على الساحة المسيحية من خلال اللقاء «الوشيك» بين عون ورئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع بعدما أُنجزت ورقة اعلان النيات بين الطرفين على ان يقفز اللقاء – الحدَث المرتقب «بين لحظة وأخرى» فوق «الجواب المنتظر» من جعجع على امكان السير بـ «الجنرال» رئيساً للجمهورية.