قبل وصول الطائرة الخاصة التي حملت الأشياء الأثرية الإيرانية المودعة لدى جامعة شيكاغو الأمريكية، منذ 51 عاماً إلى طهران، فتحت إيران بابها على مصراعيه أمام التجار الأميركيين الذين زاروا إيران، تحت غطاء سياحي، ولكنهم التقوا بتجار إيرانيين، ضمن جولاتهم السياحية، للتنسيق معهم والتخطيط لما بعد الإتفاق النووي. وتخلل وصول الطائرة وزيارة سواح أميركيين، وصول روني كولمان لاعب كمال أجسام محترف أميركي الذي يتابع برامج زيارته لإيران وكأنه شيعي قادم من جنوب لبنان وليس مسيحي قادم من الولايات المتحدة، حيث أنه زار مقبرة الشهداء الكائن بقرب مقام الإمام الخميني في جنوب طهران ليلة الجمعة، مما أثار استياء موقع عصر إيران الإخباري الذي عبر عن تلك الزيارة، بمشهد رياء وتظاهر. وأسطورة كمال الأجسام الأميركي كولمان، الذي زار إيران لأول مرة، استقبل بحفاوة من قبل الإيرانيين، حيث أن تكلفة لقط صورة معه، كانت تقوق 500 دولاراً!.

أما الطائرة التي أقلعت من شيكاغو إلى طهران كانت تحمل 108 قطعة من الآثار التاريخية الثمينة جداً، أودعت عند جامعة شيكاغو في العام 1962، لمهام بحثية، ولم تسفر محاولات إيران لإيعادها منذ أكثر من ثلاثة عقود والمقاضاة للمحكمة الدولية عن أية نتيجة. وخلال الأيام الأخيرة فاجأت الولايات المتحدة، الإيرانيين بغيعاد تلك القطع الأثرية التي عبرت عنها صحيفة اعتماد الإيرانية بالكنز الثمين، حيث أنها تعود إلى قبل 3500 عاماً.

وباشر غيل ستاين رئيس مؤسسة الدراسات الشرقية التابعة لجامعة شيكاغو بتسليم الآثار لإيران. وأعلن ستاين من طهران، بأن الألواح الأخمينية الثمينة التي لم يتم تسليمها لإيران، سيتم تسليمها لها. أما السواح الأميركيين أعربوا عن سرورهم لزيارة مدن إيرانية، بينها شيراز وأصفهان، وقم، كما العاصمة طهران، التي اجتمعوا في مطعم راق فيها، مع رجال أعمال إيرانين ليحث فرص الاستثمار في إيران، وخلال العشاء، فوجئ المستثمرون الأميركيون، بأغنية "هيبي" للمغني الأميركي الشهير فارل ويليامز، بُثت رسمياً في المطعم!

وبينما تستمر تلك الزيارات واللقاءات والمبادلات، التي تمهّد لتاريخ جديد من العلاقت الإيرانية الأميركية، يرى عباس عراقجي أن أجواء السائدة على مسار كتابة الإتفاق النهائي، إيجابية.