لم يعد امرا مخفيا ان المنطقة العربية والاسلامية تشهد اليوم صراعا سعوديا – ايرانيا مكشوفا وهذا الصراع يتمدد الى عدة دول ، وان هذا الصراع سيزداد عنفا في الشهرين المقبلين بانتظار توقيع الاتفاق النهائي بين ايران واميركا والدول الكبرى حول الملف النووي الايراني، الا اذا بدأ الحوار بينهما لحل المشاكل العالقة وازالة سؤء الفهم التاريخي والعقائدي والبحث عن المصالح المشتركة.

والصراع بين السعودية وايران ليس جديدا بل يعود لسنوات طويلة وقد برز بشكل واضح بعد انتصار الثورة الاسلامية في ايران والخوف السعودي من تداعيات هذه الثورة على العالم العربي والاسلامي وعلى داخل السعودية.

ولقد موّلت السعودية ودول الخليج حرب صدام حسين على ايران وشنت حربا اعلامية وثقافية ودينية ضد ايران باسماء مختلفة، وبالمقابل ردت ايران على هذه الحرب بحرب مضادة، وامتدت الحرب طيلة السنوات الماضية وتخللها فترات هدنة وتقارب وخصوصا خلال عهدي الرئيس هاشمي رفسنجاني والدكتور محمد خاتمي. لكن منذ عدة سنوات والحرب تستعر بين ايران والسعودية وان كانت تتم بشكل غير مباشر في عدة ساحات وخصوصا في سوريا والعراق واليمن ولبنان والبحرين، وقد حاول المسؤولون الايرانيون فتح قنوات تواصل وحوار مع المسؤولين السعوديين ولكن القيادة السعودية رفضت التجاوب مع هذه الدعوات حسب مصادر سياسية واعلامية متعددة.

ولن ندخل في هذا المقال في تفاصيل اسباب الصراع السعودي – الايراني ولماذا لم يتم الحوار حتى الان ومن يتحمل مسؤولية عدم الحوار، لكن ما نريد قوله وبوضوح ان استمرار هذا الصراع ادى وسيؤدي الى سقوط عشرات الالاف من الضحايا في اكثر من بلد عربي واسلامي وتدمير العديد من الدول وان المستفيد من الصراع اسرائيل واميركا وبعض الدول الكبرى، وان المتضرر الوحيد هم ابناء هذه المنطقة من العرب والمسلمين.

واليوم وغداة العودة الى المفاوضات الايرانية – الدولية حول الملف النووي الايراني، لماذا لا تبدأ مفاوضات جديدة وجدية وصريحة وحقيقية بين ايران من جهة والسعودية ودول الخليج من جهة اخرى وبمشاركة العراق ووالجزائر ومصر وتركيا وباكستان واية دول عربية او اسلامية اخرى ؟

ولماذا لا تطرح كل المشاكل على الطاولة وتعالج الهواجس والمخاوف وتوضع الحلول لهذه المشاكل.

المسألة لم تعد تتحمل وكل يوم يسقط مئات الضحايا بسبب هذا الصراع الدامي والذي يجري في معظم الاحيان خارج حدود هاتين الدولتين وان كان من الممكن في اية لحظة ان يمتد الى داخل حدودهما. فليبدأ الحوار السعودي – الايراني الآن ... الآن وليس غدا وهذا لمصلحة الجميع.