بحث خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في اتصال هاتفي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأزمة في اليمن والعلاقات الثنائية بين البلدين، ومستجدات الأوضاع في المنطقة، فيما دعا الرئيس الروسي العاهل السعودي إلى زيارة موسكو.

في الوقت نفسه، رحب مجلس الوزراء السعودي أمس بقرار مجلس الأمن رقم 2216 في شأن اليمن، الذي تبناه المجلس تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة بأغلبية 14 صوتاً، واعتبره «مجسداً لإرادة المجتمع الدولي وجديته للوقوف إلى جانب الشعب اليمني، ورسالة قوية للمتمردين الحوثيين، ويمثل إقراراً من المجتمع الدولي بالتأييد لموقف المملكة ودول التحالف، وتأييداً لعاصفة الحزم التي تقوم بها هذه الدول نصرة للشعب اليمني، واستجابة لنداء الرئيس عبدربه منصور هادي».

وأفاد الكرملين بأن الملك سلمان أعرب عن شكره لموسكو على موقفها لدى تصويت مجلس الأمن الدولي في 14 نيسان (أبريل) على قرار 2216 حول اليمن.

وأضاف المكتب الصحافي للرئاسة الروسية، وفق وكالة الأنباء الروسية (تاس)، أن الطرفين أعربا عن استعدادهما لتعميق التنسيق بين روسيا والسعودية حول القضايا الإقليمية والدولية، إضافة إلى تأكيد الجانبين عن توجههما الى تطوير التعاون في مختلف المجالات.

وفي تطور لافت، نقلت وكالة «أسوشييتدبرس» عن مسؤولين في البحرية الأميركية أن سفينة حربية أميركية توجهت مساء أمس إلى المياه الإقليمية اليمنية «لاعتراض شحنة أسلحة إيرانية».

وأظهرت مقاطع مرئية عرضتها قيادة قوات التحالف خلال الإيجاز الصحافي اليومي وقوع «انفجارات هائلة» خلال عمليات قصف لكهوف ومستودعات خزنت فيها صواريخ بالستية، وعلق المتحدث باسم التحالف المستشار في مكتب وزير الدفاع السعودي العميد ركن أحمد عسيري بأن هذا دليل على وجود أنواع مختلفة من المتفجرات والأسلحة مخزنة «وليست فقط مجرد صواريخ سكود»، في إشارة منه إلى امتلاك الحوثيين أسلحة متطورة.

وبينما بدا انخفاض وتيرة غارات التحالف لأسباب تتعلق بما اعتبره العميد عسيري «إعادة توزيع للجهد» في المرحلة الثانية التي انطلقت اليوم، جدد الأخير دعوته للمتمردين «العودة إلى الشرعية»، مؤكداً أن الحوثيين يمارسون ضغوطاً على الطواقم الإغاثية.

وأشار إلى احتجاز المتمردين طائرة تابعة لمنظمة «أطباء بلاحدود» في مطار صنعاء، موضحاً أن أعمال الإغاثة لا تزال مستمرة، بحراً وجواً.

وذكر أن الوضع على الأرض في عدن وتعز يتحسن، لافتاً إلى استهداف مبانٍ عائدة لقيادة الحوثي في محيط عدن، إضافة إلى استهداف مقاتلات التحالف تحركات وتجمعات آليات في إطار منع الميليشيات من الحركة. وفي رد على سؤال حول اتجاه التحالف لتسليح قبائل جنوب السعودية المحاذية للحدود اليمنية، قال: «الموقف لا يتطلب تسليحهم». وكان المتحدث الأمني لوزارة الداخلية السعودية اللواء منصور التركي أعلن استشهاد جندي من حرس الحدود السعودي، وإصابة جنديين من القوات البرية على الحدود السعودية - اليمنية في ساعة متأخرة من مساء أول.

من جهة ثانية، بحث وزير الدفاع السعودي رئيس الديوان الملكي المستشار الخاص لخادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في الرياض مع مبعوث اللجنة الرباعية للسلام في الشرق الأوسط توني بلير أمس، الأوضاع الراهنة في المنطقة والجهود والمساعي المبذولة لتحقيق السلام في منطقة الشرق الأوسط.

في غضون ذلك، عقدت اللجنة العسكرية العليا لرؤساء أركان دول مجلس التعاون الخليجي أمس اجتماعها التشاوري السادس في الدوحة، برئاسة رئيس أركان القوات المسلحة القطرية اللواء ركن طيار غانم الغانم. وناقشت اللجنة الظروف المناسبة للمساهمة في القوة العربية المشتركة المقترحة، وما يتطلبه ذلك من تنظيمات وإجراءات تنسيقية. وأكد المجتمعون صيانة وتطوير ما تحقق من منجزات ومكتسبات على نطاق العمل العسكري الخليجي المشترك، باعتباره السياج الدفاعي المنيع لدول المجلس ورافداً للعمل العسكري العربي المشترك.

وقال وزير الخارجية اليمني السابق أبوبكر القربي إنه يعمل على البحث عن حل سياسي للأزمة في بلاده، وقال لـ«الحياة» أمس إنه يتعمد تجنب الإعلام، ويعمل في صمت، لإيجاد حل سياسي، مؤكداً أن له زيارة قريبة للرياض.

وفي واشنطن، استقبل الرئيس باراك أوباما ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد في البيت الأبيض، في اجتماع استمر أكثر من ساعة ونصف الساعة وتخلله غداء ناقش الاتفاق النووي الإيراني و»عاصفة الحزم» والحرب ضد «داعش». ولم يجب أوباما وضيفه على أسئلة الصحافيين قبل اللقاء. لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» ذكرت أن «تسويق الاتفاق مع إيران» كان على جدول الأعمال، وأن أوباما سعى إلى طمأنة الإمارات إلى تبعات الاتفاق وتأكيد التزام أمن الخليج. وحضر اللقاء من الجانب الأميركي وزير الخارجية جون كيري ومستشارة الأمن القومي سوزان رايس ومن الجانب الإماراتي وزير الخارجية الشيخ عبدالله بن زايد ومستشار الأمن القومي الشيخ طحنون بن زايد والسفير الإماراتي في واشنطن يوسف العتيبة.

وفي نيويورك طلب اليمن من مجلس الأمن العمل على «وقف التدخلات الإيرانية في الشأن الداخلي اليمني» وأكد في رسالة الى مجلس الأمن رفض الطرح الإيراني الداعي الى وقف عملية «عاصفة الحزم». وكان مقرراً أن يعقد سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في الأمم المتحدة اجتماعاً مغلقاً مع الأمين العام بان كي مون «في سياق المشاورات التي تمهد لصدور تقرير بان الأول عن تطبيق القرار ٢٢١٦» الذي تبناه مجلس الأمن في شأن اليمن حسب ديبلوماسيين.