لم تكن العلاقة بين حزب الله والمملكة العربية السعودية في يوم من الأيام علاقة سوية ,وهي وإن غلب عليها طابع المجاملات في كثير من الأحيان إلا أنها كانت منذ زمن بعيد علاقة متوترة وغير مستقرة لأسباب كثيرة.
 وربما كانت بداية التأزم والتوتر في العلاقة بين حزب الله والمملكة العربية السعودية خلال الحرب التي خاضها حزب الله عام 2006 عندما اعتبرت السعودية حزب الله مغامرا في هذه الحرب وحمّلته حينذاك تبعات هذه الحرب على لبنان .
و زاد هذه العلاقة توترا الحدث السوري حيث كانت المواقف متباعدة بين الطرفين إلى حد كبير عندما اتخذت السعودية جانب المعارضة بالدعم والتأييد وعندما اتخذ حزب الله خياره السياسي بدعم ومساندة النظام السوري ,ومع ذلك استطاع حزب الله تجاوز هذا الأمر وغض النظر عن الكثير من الخلافات في المواقف السياسية وحافظ على الحد الأدنى من العلاقة الديبلوماسية التي كانت تقوم على المجاملات وتطييب الخواطر, وذلك نظرا لمكانة المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والاسلامي .
أما اليوم ومع التطورات المتسارعة في المنطقة خصوصا تلك المتعلقة بأحداث اليمن, فقد قرأ حزب الله جيدا الموقف السعودي وأبعاده العسكرية والسياسية وما سيشكله هذا الموقف من تداعيات على المنطقة بكاملها فكان قرار الحزب بالمواجهة السياسية المباشرة مع السعودية لقطع الطريق على تحقيق الأهداف التي تتوخاها السعودية من حربها ضد اليمن وقد كان الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله صريحا بقرار المواجهة عندما قال "مهما كانت التبعات" ويشير بذلك إلى قرار الحزب بالمواجهة السياسية مع السعودية .
لقد قرأ حزب الله العملية العسكرية السعودية ضد اليمن كمقدمة ستؤدي فيما لو نجحت إلى تعميم الخطوة السعودية العسكرية تجاه سوريا ولبنان, وجاء ذلك بعد معلومات عن وجود توجه عربي لحسم المعركة في سوريا لصالح المعارضة وإسقاط النظام, ومن شأن ذلك أن يشكل هزيمة كبيرة لحزب الله وإيران ولذا كان على الحزب المواجهة المباشرة مع السعودية لتفويت الفرصة وكانت أحداث اليمن الباب الذي استطاع حزب الله المواجهة المباشرة من خلاله وذلك وفق خطة مدروسة بعناية ودقة من قبل قياديين في حزب الله حيث تهدف هذه الخطة الى جملة أمور أهمها  :
_ اسقاط هيبة المملكة العربية السعودية في العالمين العربي والاسلامي .
_ قطع الطريق على السعودية من استثمار أي نتائج للعملية العسكرية في اليمن .
_ استعداد الحزب لأي ارتدادات طائفية أو مذهبية للحرب السعودية على اليمن .
_ إعلان الجهوزية الكاملة في صفوف الحزب لاحتمال توسع دائرة الحرب الى سوريا ولبنان في حال نجحت العملية العسكرية السعودية .

كاظم عكر