يجلس وفدا حزب الله وتيار المستقبل في مقر الرئيس نبيه بري في عين التينة ويتحاوران ويتناقشان بهدوء ويتفقان على استمرار التعاون والتنسيق الامني والسياسي ويتبادلان المعلومات حول اخر التطورات ، ثم يخرج الوفدان فيذهب الوزير نهاد المشنوق الى احتفال اتحاد العائلات البيروتية ويشن هجوما قاسيا على ايران ومرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية السيد على خامنيء ،دون ان يسميه ،وعلى حزب الله ويدافع عن السعودية وعاصفة الحزم ، وبالمقابل يصدر حزب الله بيانا يهاجم فيه تيار المستقبل والسعودية وعاصفة الحزم والسعودية ، كما يستعد حزب الله لاقامة احتفال ومسيرة تضامنا مع الشعب اليمني ضد العدوان السعودي ويتوقع ان يلقي امين عام الحزب السيد حسن نصر الله خطابا تصعيديا في الاحتفال ، فيما يقوم تيار المستقبل واعلامه وبدعم من السفير السعودي علي عواض عسيري بحملة ضد حزب الله وايران.

اما على الارض في لبنان فيتواصل تطبيق الخطة الامنية في كل المناطق ويقوم فرع المعلومات باعتقال اعضاء المجموعات الاسلامية السلفية والجهادية ويقتل عدد من المطلوبين ، كما تقوم الاجهزة الامنية بمداهمات في الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب لاعتقال المطلوبين. واما دوليا واقليميا وفيما تستمر السعودية بغاراتها على مواقع الحوثيين في اليمن ويتقاتل اليمنيون فيما بينهم فان ايران وباكستان وسلطنة عمان وتركيا وبعض الاطراف الدولية تتحرك من اجل البحث عن حلول سياسية للازمة ووقف اطلاق النار والاتفاق على تشكيل حكومة يمنية جديدة تضم جميع الاطراف السياسية. وتقوم روسيا بالموافقة على تزويد ايران بمنظومة صواريخ اس.اس.اس.300 وبموازة ذلك لا تضع روسيا اي فيتو على قرار لمجلس الامن يدعم الموقف الخليجي في اليمن ويضع عقوبات على الحوثيين ويمنع وصول الاسلحة اليهم.

وفي العراق تستمر الحملة على داعش بدعم ايراني واميركي ودولي. وفي سوريا يستمر الصراع بين النظام والمجموعات المسلحة وكل طرف يحظى بدعم دولي واقليمي.

واما على صعيد الملف النووي الايراني فالمفاوضات مستمرة بعد توقيع الاتفاق الاولي وكل الاطراف الاساسية تسعى لتوقيع الاتفاق النهائي في 30 حزيران المقبل.

اذن نحن امام خريطة سياسية محلية واقليمية ودولية معقدة ورغم الصراعات القائمة فالحوارات والمفاوضات مستمرة والخاسر الوحيد هو شعوب وفقراء هذه المنطقة لانه رغم كل الاصوات العالية فالاتفاقات قادمة والحلول السياسية قادمة وعلينا ان لا ننخدع بارتفاع الصراخ والمواقف التصعيدية لانه في الختام سيتم الاتفاق وتتوزع الحصص بين الجميع.