لم يصلب علي عسيري المسيح لأنه دأب بعد قيام "عاصفة الحزم" لدعم الشرعية في اليمن، على طرح سؤال بسيط ، يُفترض في كل لبناني ان يطرحه وهو "ما هي مصلحة لبنان في الطريقة الانفعالية التي يتعاطى فيها فريق لبناني مع موضوع اليمن"؟

المقصود بهذا الفريق "حزب الله" الذي يشنّ حملة من الافتراءات والتجنيات والإتهامات على السعودية، تجاوزت كل الحدود، بما فيها إتهامات ايران، وضربت عرض الحائط بكل القواعد التي تتصل بمصلحة لبنان واللبنانيين وبكل الأصول التي تحكم العلاقات التاريخية والأخوية بين لبنان والسعودية!
المضحك - المبكي ان هذا الفريق بالذات، تذكّر ان هناك وزارة خارجية وقواعد للعمل الديبلوماسي، لأن السفير السعودي جمع سفراء دول تحالف "عاصفة الحزم" في منزله الذي يخضع لسيادة بلده، حيث عرضوا الأسباب التي استدعت إغاثة الشعب اليمني في وجه الانقلاب الحوثي على السلطة، وأعلنوا تضامنهم مع السعودية ضد الافتراءات التي يقوم بها بعض الأفرقاء اللبنانيين مشددين على دعمهم للمملكة ودول التحالف تجاه كل ما يسيء اليها!
ليس خافياً ان السيد حسن نصرالله أعلن تكراراً انه جندي في ولاية الفقيه، ولهذا ليس من المستغرب ان يكون "حزب الله" رجع الصدى سياسياً وإعلامياً لكل ما تريده وتفعله ايران التي تمادت في العربدة في بعض الدول العربية، الى درجة انها لم تعد تستحي بالإعلان انه باتت تسيطر على اربع عواصم عربية كانت آخرها صنعاء، نعم صنعاء التي يبدو الآن انها ستتحوّل بعد "عاصفة الحزم" بداية عدٍ عكسي يفترض ان ينهي عقداً من التلاعب في دول المنطقة!
السفراء الذين اجتمعوا في منزل عسيري شدّدوا على الوقوف الى جانب السعودية في "عاصفة الحزم"، وإستنكروا أيضاً حملات الإساءة والإفتراء التي تتعرض لها المملكة وسفيرها في لبنان من "بعض الجهات السياسية والإعلامية التي تعرّض مصالح لبنان وأبنائه للخطر"، والمضحك - المبكي تكراراً ان يرى البعض في هذا الكلام تهديداً مبطناً لمصالح لبنان، بينما يأتي التهديد الصريح والواضح منذ زمن بعيد نتيجة حملات التجني على السعودية والمبالغة في فبركة الإتهامات لها والإصرار على تعكير العلاقة بينها وبين لبنان
علي عسيري حافظ على قمة اللياقة والأصول الديبلوماسية، لم يضع نقاطاً على الحروف، لم يسمِّ ولم ينجرّ الى المهاترات، عرف ويعرف كيف يكرر السؤال الموجع ضمناً: "أين مصلحة لبنان في المواقف التي يتخذها هذا الفريق ضد السعودية"، لكنه يتولى الردّ ايضاً: "علاقات لبنان والسعودية اكبر من المصطادين في الماء العكر وأكبر من الأخطاء والتجاوزات".
فقط لنتذكّر ان الدفعة الأولى من السلاح الفرنسي للجيش الممول باربعة مليارات دولار من السعودية، ستصل في ظل حملات التجني على الرياض.