انتشر عبر مواقع التواصل الإجتماعي،فيديو يظهر أطفالا ذات لكنة جنوبية، يلعبون، لكن لعبتهم البريئة تحولت إلى لعبة مليئة بثقافة عن معنى الموت، والفيديو عبارة عن طفل يتمدد في حفرة ويجلس بقربه طفل آخر يمثل دور الأم حيث ينعي ويصرخ باكيا ويقلد قصة موت بحاذفيرها ولو أن هذا الفيديو ليس تمثيلية لصدقنا المشهد.

ومما لا شك فيه، ومع الأسف، ان مشاهد العنف والقتل والذبح تغير أفكار ألأطفال وتجعلهم سلبيين وعدوانيين كما أنها تجعل من الموت والقتل مادة يتمثلون بها خلال اللعب ويقلدونها وهذا ما يطرح سؤالا: من أين يأتي الأطفال بهذه المشاهد وعن مدى تغلغلها في العقول.

شهد الجنوب ومنذ ظهور تنظيم حزب الله ذهاب أعداد كبيرة من شبابه إلى سوريا أو العراق للقتال والجدير ذكره، كلمات التبريك والتهنئة التي يتم تداولها بين عائلة "الشهيد" وهذا ليس سوى نتاج لأفكار غريبة عنا، إذ أن "الجهاد" الذي ينادي به الحزب هو دعوة للقتال و لترك الدنيا من أجل "الشهادة"، لكن قد غاب عنهم ان جهاد العلم والجهاد في سبيل العائلة والجهاد بسبيل في إرضاء الوالدين كلها تندرج تحت مسمى "الجهاد الذي يوصل أيضا للجنة"

فهذا الأسلوب الذي يستخدمه الحزب، لجذب ولكسب أكبر عدد من الشباب ليس وليد حاضر، فالتحضير لهكذا جيل لديه هذه الأفكار يحتاج لوقت، ويبدأ العمل على الطفل بهذا التنظيم منذ الصغر، وتكون الجمعيات التابعة له مركزا مهما لبث هذه الأفكار فيتم تعليم الطفل كيف يستعمل المسدس (اللعبة) قبل تعليمه أن ينظر لمستقبله، أو يعلمونه معنى "لبيك يا نصرالله" قبل تعليمه أن يفدي بنفسه للوالدين ثم يأتي دور الإعلام والبرامج التلفزيونية

لكن، من دون التفكير بمستقبل الاطفال تم حرمانهم من طفولتهم بزرع هذه الأفكار من أجل تهيئهم لمشروع قتالي، فتغلغل هذا بشكل قوي وها نحن الآن نسمع يوميا عن "شهداء" (حسب قولهم) فدوا بنفسهم لأجل الحزب.

فلماذا لا يتم تقديم دوافع للطفل من أجل أن يرسم مستقبله بدلا من مسخ ثقافة حب الحياة من عقله؟ ألا يستحق هذا الطفل فرصة ليعيش طفولة يحلم خلالها بأهدافه وبطموحاته؟ لما نجعل من أفكار دخيلة سببا لتعاسة طفل لا يفكر سوى أن الحياة قتل وموت؟

وللقضاء على ثقافة الموت يتوجب على المجتمع وعلى الأهل بالدرجة الأولى أن يعرفوا كيفية توجيه أولادهم وذلك لأجل بناء مجتمع حضاري ذات جيل سليم خال من أفكار جاهلة.