يقيم حزب الله عصر الجمعة القادم احتفالا تضامنيا مع الشعب اليمني سيطل فيه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله , ومما لا شك فيه سيكون هذا اللقاء عاصفة جديدة تضاف الى العواصف التي تتعرض لها المنطقة وسيشهد اللقاء تنديدا بعملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ضد اليمن وسيكون هذا اللقاء في أسبابه وتداعياته مادة جديدة في توتير الشارع العربي والاسلامي وسيفضي الى المزيد من أجواء الخلافات والتشنج المذهبي التي تشهدها الساحتين العربية والاسلامية وسيؤدي أيضا الى المزيد من إقحام الطائفة الشيعية في لبنان تحديدا في لعبة السياسات الدولية والعربية التي تشهدها المنطقة .

يصر حزب الله وعن قصد على إقحام لبنان وشيعة لبنان بأتون الحرب المستعرة في المنطقة وكما نجح في استدراج الأزمة السورية إلى كل المناطق اللبنانية بعد دخوله المباشر على خط الصراع بين المعارضة السورية والنظام ها هو اليوم يستدرج أزمة اليمن وتداعياتها إلى لبنان مع ما يعنيه ذلك من انقسامات جديدة طائفية ومذهبية وسياسية في الشارع اللبناني الذي بات يعاني وعلى لسان كثير من اللبنانيين من إقحام لبنان في مشهد الصراعات التي تشهدها المنطقة وخصوصا الصراع الايراني والسعودي .

في هذا السياق لفت اللبنانيين التشييع الذي أقامه حزب الله منذ يومين لرجل دين يمني يدعى السيد محمد الشامي وسط تساؤلات كثيرة عن الرابط بين حزب الله والإصرار على تشييع السيد في لبنان وهو من علماء اليمن وهل أن حزب الله دخل فعلاً وبشكل مباشر على خط الأزمة اليمينة كما هي الحال في سوريا والعراق ؟

إن إطلالة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله المتوقعة يوم الجمعة القادم في اللقاء التضامني من شأنها أن تكرس من جديد خطاب الإنقسام لبنانيا وعربيا في الوقت الذي يستطيع السيد نصر الله نفسه لو أراد أن يحاول استيعاب الأخطار المحدقة بالساحة العربية جراء الإنقسامات السياسية والطائفية الحادة التي باتت تهدد الأمة بكاملها فضلا عن الأجواء السلبية الكبيرة التي تسيطر على الشارع اللبناني جراء المواقف التصعيدية لحزب الله خصوصا ضد السعودية والدول العربية . ولئن كانت الأزمة بأبعادها السياسية أزمة سعودية إيرانية بالدرجة الأولى فلماذا يتم إقحام الشيعة في لبنان خصوصا في تداعيات هذه الأزمة وفصولها ؟

وهو إقحام سيؤدي الى المزيد من الاصطفافات التي تهدد الطائفة الشيعية في العالم العربي وخصوصا الجاليات اللبنانية في الدول العربية .

إن الدور الذي ينبغي أن يقوم به السيد نصر الله اليوم هو التأكيد على وحدة وتماسك الأمة وإطفاء بؤر التوتر في العالم العربي والاسلامي بدل الإستمرار تأجيج النار الطائفية والمذهبية الخلافات السياسية التي لا طائل منها سوى المزيد من الإنكفاء لحزب الله وسياساته في الوسط العربي والاسلامي .