يحيي اللبنانيون هذه الايام ذكرى اندلاع الحرب اللبنانية في 13 نيسان 1975 والتي استمرت حوالي 15 سنة وادت الى مقتل وجرح مئات الالوف من اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين وانتهت باتفاق الطائف الذي تضمن تعديلات دستورية واصلاحات محدودة للنظام اللبناني رغم انه لم يطبق بشكل كامل حتى اليوم. وفيما يحيي اللبنانيون الذكرى الاربعين لهذه الحرب بنشاطات متنوعة وندوات حوارية، يغرق العرب والمسلمون حولنا بسلسلة من الحروب اهلية والاقليمية يسقط فيها مئات الالوف من القتلى والجرحى وتدمر فيها البلدان وتصرف عشرات المليارات من الدولارات عليها .

وبغض النظر عن الاسباب التي ادت وتؤدي لاندلاع هذه الحروب ومن معه حق ومن عليه حق ، فان المطلوب من الجميع ان يتعلموا من دروس وعبر الحرب اللبنانية، لانه بعد 15 سنة من القتال والصراع انتهت الحرب بالجلوس على طاولة المفاوضات والحوار وتم التوصل الى اتفاق الطائف من اجل اصلاح النظام السياسي في لبنان. قد يكون صحيحا ان هذا الاتفاق لم ينه المشكلات في لبنان ، لكنه اوقف الصراع العسكري والامني ، مع العلم انه لم يطبق بشكل كامل وبقيت هناك عناصر وعوامل داخلية وخارجية تمنع التوصل الى حلول كاملة، لكن المهم ان اللبنانيين تعلموا اليوم ان الحرب الداخلية لن تؤدي الى اية نتيجة وان اي صراع داخلي لا يفيد احدا، ولذا تعلو اليوم اصوات الدعوة الى الحوار وحماية السلم الاهلي ورفض الانجرار الى الحرب مرة اخرى.

ومن هنا اهمية ان يختصر العرب والمسلمون المسافات وان يتعلموا ان الصراعات والحروب الاهلية والداخلية والتي تجري فيما بينهم لن تؤدي الى اية نتيجة باستثناء تدمير بلدانهم وقتل ابنائهم وتدمير الثروات ، وفي الختام سيجلس الجميع على طاولة الحوار والمفاوضات للبحث عن حلول سياسية. وهانحن اليوم نشهد عودة العلاقات الاميركية – الكوبية بعد خمسين سنة من الصراع، كما نشهد الاتفاق النووي الايراني – الاميركي – الدولي بعد 35 سنة من الصراع ، وقد شهدنا سابقا انتهاء التقسيم في المانيا ونهاية جدار برلين وغير ذلك من الحروب والصراعات التي انتهت الى اتفاقات وحوارات، فلماذا لا نتعلم مما جرى ويجري ونوقف هذه الحروب والصراعات ونبحث عن حلول حقيقية لازماتنا ومشاكلنا.

قد يقول البعض ان الوضع معقد وان هذا الكلام مجرد امنيات وكلام انشائي ، وقد يكون هذا صحيحا ، لكن الا يوجد من يعي هذه الحقائق ويعمل من اجل رفع الصوت عاليا ضد كل هذه الحروب والصراعات ، لانه اذا توحدت المواقف وعلت الاصوات لا بد ان تصل الصرخة للجميع.