لم يعد امرا خافيا ان العالم العربي والاسلامي يشهد حاليا صراعا سعوديا – ايرانيا مكشوفا والمواقف التي اطلقها مؤخرا مرشد الجمهورية الاسلامية الايرانية الامام السيد علي خامنيء وقبله الامين العام لحزب الله في لبنان السيد حسن نصر الله وبالمقابل المواقف التي يطلقها المسؤولون السعوديون وحلفاؤهم في لبنان كتيار المستقبل وغيرهم ضد ايران وحزب الله تؤكد هذا الاتجاه، وهذا الصراع هو صراع سياسي وعلى كيفية ادارة شؤون المنطقة وان كان احيانا يأخذ طابعا مذهبيا، ولكن يجب التأكيد انه ليس صراعا سنيا – شيعيا، لان هناك العديد من اهل السنة والدول ذات الطابع السني لا تشارك في هذا الصراع ولا توافق عليه ، وبالمقابل هناك قوى ومرجعيات دينية وسياسية شيعية غير منخرطة في هذا الصراع وقد لا توافق عليه.

اذن نحن امام صراع سياسي وعسكري وامني مباشر بين البلدين وان كان لا يجري على الاراضي الايرانية او على الاراضي السعودية بل في دول اخرى كما يجري في اليمن والعراق والبحرين ولبنان وسوريا ، واحيانا تصل الارتدادات الى اراضي البلدين من خلال العمليات الامنية والعسكرية المحدودة ، كما شمل الصراع الجانب الاقتصادي من خلال الدور السعودي في تخفيض اسعار النفط من اجل محاصرة ايران. ولن ندخل في النقاش : من معه حق السعودية وحلفاؤها او ايران وحلفاؤها؟ ولن اتحدث عن اخطاء البلدين السياسية والثقافية والاعلامية؟ ولن اناقش كيفية استفادة كل طرف للابعاد المذهبية والدينية والفكرية والاعلامية في الصراع.

لكن اود ان اصل الى النتيجة المباشرة: ما هي الفائدة من هذا الصراع ؟

والى اين سيصل الطرفان في نهاية الصراع؟.

وهنا اجزم واؤكد ان المستفيد الوحيد من هذا الصراع هو العدو الصهيوني واميركا وحلفاؤها وبعض الدول الغربية وشركات السلاح والنفط، وان المتضررين الاساسيين من الصراع هم الشعوب العربية والاسلامية وان هذا الصراع ادى وسيؤدي الى خسائر كبرى في الارواح والاموال والممتلكات ان على صعيد البلدين او من يؤيدهما، وبعد هذا الصراع الدامي ومهما طال الوقت سيجلس الطرفان على طاولة المفاوضات ويبحثان عن الحلول السياسية كما حصل بعد سبع سنوات من الحرب العراقية – الايرانية والتي كانت حربا خليجية – سعودية –غربية - اميركية ضد الجمهورية الاسلامية في ايران وادت الى ما ادت اليه من خسائر واضرار وفي النهاية تم وقف اطلاق النار والاتفاق على حلول سياسية. فلماذا لا تختصر السعودية وايران الوقت وتوقفان هذه الحرب المدمرة وتذهبان الى الحوار والبحث عن حلول سياسية لكل مشكلات المنطقة وتقدمان التنازلات كما يجري الان بين ايران والدول الكبرى بشأن الملف النووي.

ولماذا لا تتحرك المرجعيات الدينية والسياسية والاتحادات العلمائية والمؤتمرات العربية والاسلامية ومنظمة المؤتمر الاسلامي وجامعة الدول العربية ومجلس الامن وتعمل لوقف هذه الحرب ومنع انتشارها وتوسعها.

وبدل ان ننخرط جميعا في هذه الحرب مرة اخرى فلندعو جميعا لوقفها ولنستفد من تجارب الحروب المدمرة بين الشعوب وخصوصا اننا نحيي هذه الايام ذكرى الحرب اللبنانية المدمرة.

والله على ما اقول شهيد.