إشتباك من نوع آخر بين حركة أمل وحزب الله، إثر عرض قناة المنار لتقرير حول أحداث مواجهة خلدة التاريخية التي وقعت بين مجاهدي حركة أمل والإحتلال الإسرائيلي ( 11 حزيران عام 1982 )، حيث قام تلفزيون المنار خلال التقرير بنسب هذه المعركة البطولية إلى الجيش السوري والفلسطينيين لاغية الدور الريادي لحركة أمل في صنع النصر وقهر المحتل آنذاك.  

وبدأ أبناء الصدر ب"الدفاع الفيسبوكي"، وانطلقت على صفحات التواصل الإجتماعي "قذائف" من الإنتقادات لقناة المنار التي كانت فقدت جزءا من مصداقيتها لدى أبناء حركة أمل أثناء مسلسل الغالبون لتفقد مصداقيتها تماما أثناء هذا التقرير.

 ووصف الجمهور الحركي هذه القناة بالتجبّر والتكبّر، والبعض الآخر وجه رسالة لنصرالله نفسه قائلا فيها:" لماذا هذا المكر و التشويش على التاريخ تعلمون جيدا من كان في خلدة بلسان الحج علي عمار ثلة من افواج امل"، ومنهم من هدد قناة المنار بالقول:"اعدلوا قبل أن تبحثوا عن قناتكم في مزابل التاريخ"، هذا عدا عن إتهامات الإفتراء والكذب والتحريف والسرقة.. وما اعتبره مؤيدو أمل "تزويرا تاريخيا وخطأ مقصودا لم يمر مرور الكرام عليهم، ولم يقبلوا بتجاهل تضحياتهم التي قدموها في الماضي وإهمال أدوارهم إن كان في تقديم الشهداء أو في مواجهة العدو."

وما حصل  يدل على مدى الإحتقان والإمتعاض الذي يكنه أبناء الصدر لحزب الله، وربما ما دفع بجمهور أمل إلى الإنفجار غضبا، هو ما يقوم به الحزب من نسب الفضائل إليه، بدءا بتبني قادة لحركة أمل وعمليات عسكرية وتبنيهم للإمام الصدر، وبالتالي الهيمنة على  قرار الطائفة الشيعية ،مما أدى إلى إلغاء العديد من أدوار الحركة على صعيد النشاطات والإنتخابات سواء كانت بلدية أو في الجامعات حتى لم يبق إلا قلة من أتباع خطى الإمام الصدر، الذين يخافون من تضرر أكثر قد يلحق بالحركة خصوصا أن للحزب دعما ماليا ضخما ووسائل إعلامية تظهر كأن الشارع الشيعي ملك لهم فقط .

وإن كان الرفض لما عرضته المنار تم بطريقة قاسية ،مما اضطرها إلى تقديم بيان توضيحي للقول" أن الحزب والحركة فريقان لديهما مبادىء الصدر" وإن كان في هذا السياق محاولة لإخفاء الإختلاف إلا أنه يجب التأكيد أن التغاير في المواقف هو ما يميز حزبا عن الآخر، ويجعل لكل فريق منافسا للآخر من أجل الوصول لأهداف وطموحات ، ومتى كان الإختلاف بشكل متحضر علينا أن نقبل به وبالتالي متى دمجنا  أفكارا مختلفة تحت مسمى "حزب واحد" ضعف التحالف .   وكنا قد ألمحنا، عن تمايز بين مواقف حزب الله وحركة امل، كما أن هذه الردة الفعل القوية من جمهور أمل أظهرت عن هشاشة التحالف شعبيا في مقابل أن هذا التحالف يرضي قيادات هذين التنظيمين حيث أنه لديهما نقاطا مشتركة متفقين عليها سياسيا. إذا"، إلى متى سيدوم هذا التحالف الهش؟ وهل سنشهد إنتهاءه؟