إعلان صحيفة الأخبار تأجيل الحوار لم يفاجأ اللبناني الذي توقع نهايته إثر الأحداث الأخيرة وما حملته من تصعيد شديد النبرة. ولكن لنكن موضوعيين فليست الأحداث الأخيرة وحدها تتحمل مسؤولية فشل الحوار ، ولكن غياب النية عند المتحاورين ، وعدم الثقة ، وغلبة التبعية على الانتماء ، واستمرار حروب الأزلام بيانياً والكترونياً كان لها الدور الرائد لهذا الفشل الذي تفجرّ متفاعلاً مع الأزمة الايرانية – السعودية. تيار المستقبل من جهته يحمل الحزب مسؤولية التأجيل فالهجوم العنيف الذي شنه سيد المقاومة (الايراني) ضد المملكة جعل من الاستحالة على المستقبل أن يتجه لطاولة الحوار في الظرف الراهن

 . أما الحزب فيحمل المملكة العربية السعودية مسؤولية تعطيل الشأن اللبناني ممثلة بجنودها المستقبليين الذي ينفذون أوامرها. فبعد رد الحريري الشرس على نصر الله وحديثه طالعنا النائب محمد رعد الذي دعاه ودعا تياره " لصحوة ضمير" ليرد عليه أحمد الحريري اليوم ، أن الدعوة مردودة إليه وإلى حزبه (حزب الله) . كما أن أحمد الحريري لم يتوانى بإجراء مقارنة بين الحزب الذي يحمل السلاح والمتهم بالاغتيال وبين تيار المستقبل الذي هو في خانة الدولة والعروبة. ليؤكد الحريري وجود تباين واضح واستراتيجي ومنهجي بين "حزب الله" و"تيار المستقبل" . ومع الأخذ والرد ، وما بين أوامر ايران وأوامر السعودية ... طار الحوار بفعل عاصفة الحزم. ومن ناحية أخرى لا يخفى أن الداخل اللبناني أصبح مكشوفاً تماماً للخارج ، وأًصبح التدخل الخارجي ( على عينك يا تاجر ) ، أما الزعيم من جهته فيفخر بالولاء أكثر من لبنانيته. لبنان إلى أين ذاهب ؟

هذا هو السؤال الذي يستوقفنا عقب تأجيل الحوار والذي كان أمل لبنان و اللبنانيين ، فالحوار الذي كان هدفه التخفيف من الاحقتان الداخلي ، أصيب بوعكة ضمير ليصبح النفور والتباعد هما سيدا الموقف. أما الخطابات الانفعالية والشتائمية فقد أظهرت جلياً مستوى الكراهية السياسية بين الأطراف وأن محاولة الحوار الأخيرة كانت مجرد ( مسكن ) للرأي العام. في حين أن النأي بالنفس قد جرد الحكومة من هيبتها ففي مقابل الحزب الذي أعلن أن موقفها لا يمثله (حيث أن تمثيله فارسي) نرى المستقبل الذي لم يأخذ هذه السياسة على محمل الجد (فسعوديته أهم) . نهاية الحوار اليوم ، جعلت لبنان على محك لا استقرار ، وتصاعد الصوت الخطابي الهجومي يبشر بالأسوأ... فما الذي ينتظر لبنان وشعبه في ظل التبعية العمياء ؟؟  الله يستر)