فرحة كبيرة انتابت سكان قضاء زحلة ، عندما تأكدوا أن الكهرباء لن تعد إلى سابق عهدها من اﻹنقطاع المستمر ، و أن لا عودة أبدا" إلى ابتزاز أصحاب المولدات لهم و تحكمهم بهم ، فلقد عانوا من ذلك اﻷمرين ، حتى وصل بهم الحال ، أن قاموا بعقد اﻹجتماعات و تشكيل اللجان ﻹيجاد حد أدنى من التضامن ، بهدف الوقوف بوجه أصحاب المولدات ، و وضع حد لتجاوزاتهم و سرقاتهم . لذلك ، و عند إعلان المهندس نكد ، رئيس شركة كهرباء زحلة ، أن الدولة اللبنانية أوكلت إليه ملف الكهرباء في البقاع اﻷوسط ، ساد جو من اﻹرتياح و التفاؤل بين سكان هذه المنطقة ، لظنهم أن ذلك سيوفر عليهم الكثير من المعاناة ، كما سيوفر أيضا" الكثير من المال .

لكن جو البهجة هذا ما لبث أن تضاءل ثم اختفى ، بل استحال إلى تشاؤم و يأس ، و ذلك بعد صدور أولى الفواتير ، المتوجبة عليهم ، من قبل الشركة . لقد أصاب سكان هذه المنطقة صدمة لم يكونوا يتوقعونها ، ﻷن أسعار هذه الفواتير ، لم تكن على قدر اﻵمال المتوقعة ، بل جاءت شبيهة بأسعار فواتير المولدات الخاصة ، و في بعض الحالات ، جاءت متجاوزة تلك اﻷسعار .

هذا اﻷمر ، خلق أجواء من الشكوك في صفوف العامة ، خاصة بعد أن سرت أخبار مفادها ، أن ارتفاع أسعار الكهرباء جاء نتيجة لصفقة بشعة عقدت بين إدارة الشركة من جهة ، و بين مجموعة من حيتان المال داخل السلطة اللبنانية من جهة أخرى ، و التي على أساسها تم توكيل الشركة بملف الكهرباء في المنطقة المعنية . و بين ليلة و ضحاها ، تحول إسم نكد ، من منقذ كانت تعقد عليه اﻵمال ، إلى منتفع لا يختلف عن غيره من اللصوص في شيئ .

و ما زاد الطين بلة ، تلك التوجيهات الصادرة عن الشركة إلى المواطن ، و التي تهدف إلى ترشيد اﻹستهلاك حفظا" لمصلحته . فلقد قوبلت هذه اﻹرشادات بالسخرية و الهزء ، ﻷنها لا تمت إلى المنطق بصلة ، عدا عن أن بعض بنودها يثير الضحك و التعجب . و مثال ذلك ، دعوة المواطن إلى : أن لا يطيل فتح باب ( البراد ) . أن لا يستعمل ( الغسالة ) إلا عند امتلائها بالثياب . أن يعمد إلى استعمال ( لمبات التوفير ) .

أن يخفف من اﻹستهلاك مساء" . و هلم جرا . إن كل ما تقدم ، يضع الشركة و رئيسها موضع التهمة و الشبهة ، و لا يستقيم هنا أن نتهم المواطن اللبناني بالتأفف و التذمر حيال كل شيئ . إن واقع الحال ينبئ أن اﻷيام القادمة لا تحمل في جعبتها ما يسر و يطمئن ، لذك يجب على إدارة الشركة أن تسارع في أصلاح ما يجب إصلاحه قبل فوات اﻷوان .

أما الدولة ، فعليها مقاربة هذا الموضوع الحيوي بعدل و شفافية و إلا تحولت شركة كهرباء زحلة من مؤسسة خدماتية رائدة إلى وكر للسارقين و الناهيبن على غرار باقي مؤسسات الدولة ، و هذا ما لا نرجوه أبدا" .

و يبقى اﻷمل معقودا" بالشرفاء ، فهل من شريف ؟ .