يعتبر موسم زراعة التبغ في جنوب لبنان ثالث أهم القطاعات الاقتصادية ويشكل بالمئة من الناتج المحلي الإجمالي .

في جولة ل"موقع لبنان الجديد " على بعض المزارعين أثناء العمل، تقول الحاجة أم سعيد، هكذا يبدأ صباح زراعة التبغ "منجي من الصبح بكير منزرع الشتلات كرمال ما نحترق بالشمس ولحتى نكسب باقي نهارنا"، وتضيف "الشتلة هيدي معيشيتنا نحنا وكتير من العائلات) ، فـ25 ألف من العائلات اللبنانية الجنوبية تعتمد على هذه الزراعة كمصدر رزق لها ومنهم من يعتمدها (شغلتهن الشاغلة) أي مصدر رزقهم الوحيد وذلك عبر بيع "دنك الدخان" لمن لديهم رخصة زراعية ولا يزرعون وذلك مقابل 10 دولار تقريبا للكيلو الواحد، ومنهم من يزرع من أجل عدم خسارة الرخصة لربما جار عليهم الوضع المعيشي لاحقا فيكون لديهم ما يعتاشون منه.


وربما يعتقد البعض أن زراعة التبغ "بتشيلنا من الفقر" كما يقول المزارع "أبو علي" لكن هذه المهنة ليست سوى ديون فوق ديون بسبب أنه " لي ما عندو أراض زراعية بدو يضمنها وكمان بدنا ندفع للعمال وبدنا نشتري ماي بس لما بيتدفعلنا الريجي دكي (دفعة واحدة) بنلاقيهن )، وأما من يحقق الأرباح من هذه المهنة فهو فقط من يملك الأراضي الزراعية.


ويعمل جميع أفراد الأسر الجنوبية بهذه المهنة، من متعلم إلى أمي، حيث أن هناك أفراد متعلمين لا يزالون يعملون بها وبالتالي هناك من أوصل أولاده إلى أعلى المراتب من هذا العمل والجدير ذكره أيضا، أن هذه الشتلات تزيد الألفة والروابط بين أفراد العائلة، حيث يشدك مشهد الإلتفاف حول بعضهم عندما يبحثون عن القليل من الراحة

وأما عن الجهود التي يبذلها المزارعون يقول "الحاج حسين" :  (فيها تعب كتير بس هيدي شغلتنا وجدودنا كانو يشتغلو فيها ونحنا بنفتخر فيها وولادنا رح يضلو يزرعوا كرمال هيدي أرزة الجنوب والصمود)

 

والتعب الجسدي لا يثني أهل الجنوب عن هذه الزراعة وربما العلاقة بين المزارعين والشتول التي تمتد لمدة ثلاث عشر شهرا من التعب والعمل في كل الفصول تحول الإرهاق الجسدي لراحة بعد قطف ثمار جهودهم ولو كانت ضئيلة.