راوحت عاصفة الحزم مكانها من حيث النتائج اذا لم تغيّر كثيراً من الواقع الحوثي – الصالحي وأبقت اليمن في عهدة الحرب المُستنزفة لشعب لا قُدرات ولا حول له سوى الموت المجاني لصالح مستقبل سيء شبيه بحاضر يمضغ فقره اليمنيّون بلذة اليائسين من الحياة .

يبدو أن الاستعراض العربي رسالة ايرانية أكثر مما هو دور انقاذي لليمن وتحرير له من صالح والحوثي طالما أنه مكتف بالسماء دون الأرض لأن الطيران يضرب أهدافاً ولا يغيّر واقعاً على الواقع اذا ما توفّرت جهة تواكب عمل القصف بانجازات مُغيّرة من توازنات القوى اليمنية ودافعة الى تنشيط أدوار المعترضين على عودة علي عبد الله صالح الى الحكم بواسطة تحالفه مع الحوثيين بطريقة تمنح شرعية عبد رب منصور قوّة داخلية موازية أو متفوقة على قوّة القوى المسيطرة على اليمن .

ان حليب السباع العربي قد يصبح ماءًا ملوثة اذا ما اقترن العمل من خلال السماء بأفعال مباشرة على الأرض لأن تطويل الأزمة في اليمن سوف يخلق صعوبات متعددة وجديدة وسوف تجذب اليها روّاد آخرين يُسهمون هم أيضاُ في جعل الصمود الحوثي بطولة تمنحهم في التسويات محاصصة السلطة وما المبادرة الروسية الاّ مساهمة مباشرة في دعم الحوثيين وقد تتحوّل هذه المبادرة الفاشلة دوليّاً الى خطوة روسية ثابتة في المعادلة اليمنيّة تماماً كما هو حال روسيا في سورية .

في البداية خاف الايراني من الحشد العربي وتجهمت وجوه القيادة الايرانية ولم تحرك ساكناً للزود عن حفاة اليمن تاركة حوثيّها يواجهون وحدهم أساطيل محاصرة لهم في البرّ والبحر والجو مكتفية بأعياد "نيروزية "جديدة فالاتفاق مع الشيطان الأكبر أصبح نيروزاً جديداً لايران استقبله الايرانيّون ببهجة عالية في حين أن اليمنيين يدفنون موتاهم دون تشيّع لجثث لا تُعدّ ولا تحصى .

اذا استمرت عاصفة السعودية على ما هي عليه دون برّ قد تحفّز ايران الى التدخل بألوية حُسينيّة أو " عبّاسية " لسدّ باب الحلّ العربي واستبعاد شرعية الرئاسة اليمنية لأنها هربت من المعركة وهرب معها ألوف مؤلفة من المتظاهرين الذين خرجوا على علي عبدالله صالح أثناء ربيعهم العربي وها هم اليوم أسرى منازلهم أو خضعوا من جديد لعصا صالح وتترية الحوثي .

كل الخيارات مفتوحة في اليمن اذا ما طالت عاصفة الحزم وبقيت في مجالها الجوي ولم تتعدى الغلاف الفضائي ولم تنزل أرضاً لتفتح ما أقفله الحوثيّون بمفتاح علي عبدالله صالح ودون ذلك ستكون عاصفة الحزم العربي مجرد عاصفة هوجاء ضربت منشآت متواضعة وأهداف صغيرة وابتعدت كل البعد عن الأهداف الكبيرة وبالتالي يكون الايراني قد انتصر على الخليجي والعربي ودون أن يحرك حرساً ثوريّاً من طهران .