نحن نمارس خداع النفس عندما نقول ان الارهاب تم لصقه فينا من خلال مؤامرة كونية لتدمير حضارتنا وكاننا نحن بنينا اي شيء يشبه الحضارة وننسى اننا خلال ال 500 سنة الاخيرة دمرنا ما ورثناه من بقايا حضارات ولم نبني اوطان ولا مجتمعات منتجة بل متلقية استهلاكية للانتاج الغربي واستهلاكية للافكار اللتي لا تتعارض مع الحفاظ على الجهل المكدس والوهم المقدس اللذين اعتنقناهم ،وعندما ظهر اي فكر حديث خارج هذا الاطار اصابنا الاضطراب وتظافرت جهود السلطات السياسية والدينية لاغتياله او عزله او تهجيره ..

واليوم من غير المسموح البحث عن اسباب ظهور ارهابيين في مجتمعنا خارج اطار المؤامرة مع العلم ان هذا يخالف سبل معرفة الحقيقة والاعتراف في الواقع واستعمال العقل والمنطق ، لان الارهاب ونهج القتل والألغاء فكر مكتسب ولا يولدوا بالجينات .، انه عملية تربوية وتدريب عقلي قبل اطلاق الرصاص او استعمال السكين ..

لانه لا يمكن ان تقنع انسان بالقتل عمدا اذا لم يكن في عقله الباطني الاسس النافعة لتقبل امر القتل في مختلف انواعه واما الفقر والامية والمؤامرات عوامل مساعدة للمخطط كي يجد المنفذ او الفاعل الفكر العربي المسلم حول المؤمن الى مادة للاستعمال في سوق الارهاب وذلك في رفضه لكل دعوات التحديث والتطوير والتنقيح في العقيدة الاسلامية بحجة المحافظة على الفكر المقدس مع العلم لا يوجد نية جماعية للقتل كما يعترف المسؤولون ، اللذين يحاولون الفصل بين السلوك والفكر وهذا ما لا يقبله العلم والمنطق لان السلوك هو مراة الفكر وبالتالي مراة العقيدة ومراة الكتاب الكتاب اللذي تقراء وباللذي تؤمن وخاصة عندما يقنعوك بانه على حق دائما وهكذا يصورون لتلاميذهم منذ

الصغر ،و هذه اصول التربية الاسلامية بان هذا الكتاب من الله وهو الحقيقة الوحيدة المطلقة فيزرعون ويحشون ادمغة منذ الطفولة دون اي شك او نقاش او سؤال لان هذا كلام الله ورسوله والمتحدثين الرسميين باسم الله ورسوله وهكذا عندما تكون العقيدة هي القبول في قتل المرتد والخارج عن العقيدة والمختلف عنك بالراي فهذا انتساب الى عالم الجريمة والانكا نوثق صحة القول في افعال السابقين الاولياء في التاريخ ونفخر بهم ،وكما عندما تكون العقيدة هي في اجازة السبي والجزية ووالغنيمة والمختلف عني هو عدوالله فهنا ايضا دخلنا في عالم استعداء الاخر والغاء حقه وتكفيره وهذا يجعل ذبحه حلال وعندما نوهم الناس ان الكلام هو ل الله ومن خالف امرالله ستلحقه الوحوش بالبراري

وتقطعه اربا ، فلم يبقى في هذه الحالة الا ان تعمل غريزة الانسان للحفاظ على حياته فيفضل ان ينفذ امر الله او وكيل الله ،حتى لو كان الامر بقتل انسان اخر مسالم ، لان ضمن العقيدة امر واضح بالطاعة العمياء للوالي دون اي اعتراض لان الولي هو منتدب ومختار من الله شخصيا ليراقب ويوجه الجماعة والافراد والواضح انه من الخطى ان تربي ذهنية الفرد في مجتمعك ان المجتمع الاخر مختلف لانه ليس على حق ،بل من الاصح ان تربي ذهنية الفرد في مجتمعك بان الاخر مختلف وله الحق ولكن هذا التحجر في الحفاظ على التعاليم الاللهية واستعمالهم ترويض العقل والذهنية جعل هؤلاء الفتية المؤمنيين الة او روبوت في يد الاولياء بسبب زرع الثقة فيهم بان الله يتكلم والاولياء

ينقلون اوامر الله للانسان ، مما جعل الشباب ادوات للاستعمال من الغرباء والفاسدين والمفسدين لتنفيذ اهدافهم ولصق تهمة الارهاب بالاسلام و كل ما يحلو لهم من اوصاف الارهاب الفردي والجماعي معتمدين انه في حسب العقيدة عنليات القتل مطابقة للمواصفات و لا تخالف التعاليم الاللهية الارهاب ليس من صفاتنا ولكنه اصبح من اوصافنا لاننا لا نجتهد بالفعل بل بردة الفعل السطحية من اجل التستير على السبب الاساس في فشلنا في تربية الفرد الانسان تحت شعار عدم خدش شعور المؤمنين وعدم المس بكلام الله .. كثيرون من العلماء والمفكرين العرب المسلمين والمسيحيين اشاروا الى مكامن الخلل في الفكر والممارسة لدى المسلمين معتمدين ودارسين التاريخ واسباب شرذمة المجتمع

وتخلفه ورجعيته ونفوره من الحياة الانسانية العلمية والعملية الصحيحة ولكن تم الغائهم وتكفيرهم لان الاغلبية المسلمة ترفض التحديث والتطوير في الكتاب و ترفض وضع الاصبع على الجرح لمعالجة مشاكل التخلف الفكري والأنتاجي وهكذا يتم تكفير التفكير ورفض الحقيقة ..ويتم بناء المجتمعات على اساس حقوق الاكثرية الدينية الغالبة حقوق الاقلية وهكذا فشلوافي بناء الاوطان ولان الدينيون لا يعترفون ان الوطن ليس اكثرية واقلية بل الوطن اغلبية ساحقة اما هم لم يبنوا اوطان بل بنوا سلطات ومقاطعاتعلى اساس اكثرية واقلية حسب ثقافتهم المقدسة واليوم الشعوب في حصاد ما زرعوا ،، لذلك نسمي ثقافتهم بالوهم المقدس والجهل المكدس .. ..انهم مجتمع مريض بداء الايمان

المفرط وشخصنة العلاقة مع الله وهذا يسبب التطرف لكلمة رجل دين ملتحي اصولي الخطاب في مجرد انه ردد بضع ايات بطريقة جميلة مهيجة للحشد فاصبح الوالي ومتلقي الوحي الاللهي وتتهيج العقول فورا في رفض الوسطية والأعتدال وسريعا تصبح قابلة لاستقبال حشوات الاصولية والتطرف ان كان باقصاء كل مخالف للراي او تكفيره وعزله او قتله كما انه تم اعتماد مبداء حكم الاكثرية المذهبية اللتي يجب ان تغلب الاقلية المذهبية وهذه هي الذهنية التي ادت الى هذا الصراع بين المجموعات في الدين الواحد وهذه هي الذهنية اللتي ادت الى نشوء مجموعة الأقليات الخائفة على نفسها بسبب تجارب التاريخ اللذي قليل ما تذكره الأكثرية خجل منه ولا تناقش بمساوئه لأنها ستصطدم

بحقيقة مؤلمة تشعر نفسها مضطرة الى تطوير الفكر المعتمد، لان هذه الاقليات ضمن الدين الواحد ظهرت بعد نشوء نوايا عندهم في تطوير الثقافة والفكر وليس للخروج من جوهر الدين ولكن الاكثرية ترفض هذا التطوير والتحديث للمحافظة على سلطنتها وسلطتها بحجة الحفاظ على المقدس واللذي لايمس في كلام الله وما هذا المجتمع اللذي تم بنائه على عدم الاعتراف بالخطىء وعدم الاعتراف بالاخر ووما هذا المجتمع حيث فريق اكثرية دينية يؤمن انه يملك الحقيقة المطلقة والكلمة الفاصلة في اي امر و يعتبر ان اي اعتراف بحقوق الاخر انتحار وخيانة للعقيدة ومن هنا تراكمت الاخطاء وانفجر البركان اللذي نسميه اليوم الفوضى الخلاقة اللتي ستقوم بمهمة تدمير هذا المجتمع المركب

غلط، ولكن الثمن باهظ وسيدفعه الفقراء والمعتدلين اولا قبل المتطرفين الاصوليين القابعين على راس الهرم السياسي والديني في بلاد الجهل المكدس والوهم المقدس وبفضل عدم ايمان المتدينيين بحركة الحياة الدائمة اللتي لا تتوقف في طريق التحديث والتغيير وبفضل عدم مشاهدة هؤلاء الناس ان الوعي الانسان لم يعد كما كان من مئات السنيين بل اصبح اكبر من كتبهم ووهمهم وجهلهم ،واكبر من ان يبقى مستمع متلقي دون حق المشاركة والنقاش والسؤال وان هذا الوعي قد اعطى حافز للفرد لان يكون صاحب مبادرة وراي حر وان يرفض او يقبل اي ايمان او مبدىء ، وكما ان الوعي الانساني يرفض الثبات على زمن مضى عليه اكثر من 1400 سنة وغير مستعد لدفع حياته ثمن ذلك

الثبات ... اذا الارهاب والشرذمة والتقاتل الداخلي ليسوا مؤامرة بل ابواب مشرعة نحن لم نقفلها او حافظنا عليها مع مرور الزمن ومنها تدخل الى عمقنا مهيجات الفتن والقتل والتدمير والارهاب ، وطالما الاكثرية تمارس التكفير بالتفكير فلن ينتصر هذا المجتمع واللذي من مساوئه ايضا جعل العروبة جزء منه وليس هو جزء منها نعيب زماننا والعيب فينا=وما لزماننا عيب سوانا ونهجوا ذا الزمان بغير ذنبٍ=ولو نطق الزمان لنا هجانا وليس الذئب يأكل لحم ذئبٍ=ويأكل بعضنا بعضا عيانـا-الامام الشافعي من طبيعة الانسان أن يظلم إذا لم يجد ما يمنعه من الظلم جدياً ..

إن الانسان ليس ظالماً بطبعه كما يتصور البعض .. إنه فى الواقع يحب العدل و لكنه لا يعرف مأتاه .. فهو يظلم ولا يدري أنه ظالم فكل عمل يقوم به يحسبه عدلاً , و يصفق له الأتباع و الأعوان فيظن أنه ظل الله فى الأرض. - علي

الوردي إننا نخدع شعوبنا عندما نضع الغرب شماعة نعلق عليها جميع مشاكل ومصائب مجتمعاتنا، فهذا يعمينا عن معرفة الاسباب الحقيقية وراء تلك المشاكل. - 

 

 

 

بقلم: غازي مصري