بينما يبذل الفريق المفاوض الإيراني النووي، جميع جهوده من أجل تطمين المجتمع الدولي لسلمية برنامج إيران النووي، وإعطاء ضمانات لبقائه سلمياً، قدم الجنرال محمد رضا نقدي قائد قوات التعبئة الإيرانية التابعة للحرس الثوري، هدية لرئيس وزراء الكيان الصهيوني، بقوله: إن إزالة إسرائيل من الوجود، ليس قابلاً للتفاوض!

ربما يريد الجنرال نقدي الإيحاء بأن الفريق المفاوض الإيراني في لوزان، تخطى الموضوع النووي، وذهب الى التسوية في الملفات الاقليمية، بما فيها اسرائيل وتطمين الغرب بأمنها، أو الإيحاء بأن إيران، ماضية في اتجاه امتلاك السلاح النووي، بينما غاية ما تريد الحصول عليه هو امتلاك التقنية النووية في مجال الأبحاث وليس إنتاج السلاح النووي.

واتخذ بنيامين نتانياهو هذا التصريح ليستشهد بها على أن المفاوضات مع إيران لن تخدم السلم الاقليمي والعالمي وقال نتنياهو: "بالأمس قال جنرال إيراني (لم يسمه) بوقاحة إن تدمير إسرائيل غير قابل للتفاوض". وأضاف نتنياهو "لكن من الواضح أن إعطاء النظام القاتل في إيران طريقاً واضحاً نحو القنبلة هو أمر قابل للتفاوض.. هذا غير معقول".

والجنرال الإيراني الذي قدّم لرئيس الوزراء الصهيوني هذه الفرصة للتهجم على إيران، يُذكّرنا بالرئيس السابق محمود أحمدي نجاد، الذي لم يفوت أي فرصة لاستفزاز الرأي العام الدولي بالتهجم الكلامي ضد إسرائيل وإعطاء المظلومية لها، ومنذ توليه الرئاسة عام 2005  وعد أحمدي نجاد، العالم الإسلامي بالقضاء على الكيان الصهيوني وأن نهاية هذا الكيان قريبة جداً.

ورغم توفر فرص المواجهة بين إيران وإسرائيل لعدة مرات خلال الحروب بين حزب الله اللبناني وإسرائيل، إلا أن إيران كانت ولا تزال تتبع استراتيجية الهدنة أمام الكيان الصهيوني، وتتجنب الاشتباك المباشر معه، فضلاً عن أن يكون هناك إرادة للقضاء عليه.

وخلال السنوات الماضية تكررت تهديدات إسرائيل بضرب إيران ولكن إيران لم تبادر بالتهديد، وتكتفي بالتوعد بالرد.

ويبدو أن التيار المتشدد الذي ينتمي إليه الجنرال نقدي، يرى نفسه هو الخاصر الأكبر من توقيع الاتفاقية بين إيران والدول الست، على الأقل لأن من شأنه أن يعطي مكسباً كبيراً للإصلاحيين في إيران، كما صرح محمد رضا باهونار، نائب رئيس البرلمان الإيراني، إن توقيع الاتفاقية بين إيران والدول الست، سيترك تأثيراً كبيراً على الانتخابات النيابية الإيرانية وتقوية موقع الاصلاحيين.

علي شريفي