يصحُ في عرسال اليوم الشعار الذي أطلقته الثورة السورية في بدايتها "يا الله ما إلنا غيرك يا الله" وذلك بعد أن تركت تواجه مصيرها لوحدها مع النازحين السوريين الذين إحتضنتهم منذ سنتين وأكثر من منطلق إنساني ومذهبي وفي ظل إستمرار غياب الدولة عنها إنمائياً وأمنياً.

طفح الكيل وبلغ السيل الزبى مع أهالي عرسال بعد أن ضاقوا ذرعاً من تصرفات النازحين والمسلحين الذين إستباحوا البلدة قتلاً وخطفاً خلال الفترة الماضية وتسارع الأحداث مجدداً لتنذر بإنفجار داخلي ومواجهة مباشرة بين الأهالي والمجموعات المسلحة أراده البعض لهذه الخاصرة الرخوة لإرضاخها وترويضها.

وصل الوضع إلى ما هو عليه بعد أن قتلت داعش والنصرة عدد من العراسلة تحت مسميات مختلفة كشتم الذات الإلهية والتجسس لصالح حزب الله والنظام السوري والتعاون مع مخابرات الجيش،لكن الحدث الأبرز كان قطع رأس إبن البلدة يونس الحجيري الذي خطف أوائل العام الجاري على يد تلك المجموعات ما ضحد كل التكهنات حول أن عرسال متعاونة ومؤيدة لهم بل هي ضحية لبنان من الثورة السورية وما ينطبق على أعداء داعش والنصرة في لبنان كحزب الله والقرى الشيعية ينطبق عليها لجهة الأحكام المطبقة عليها وفيها.

وحول ما حصل مؤخراً من خطف حسين سيف الدين "من بلدة حلبتا وسكان حوش الرافقة قضاء بعلبك" وقتل أشخاص من آل عزالدين وما تلا ذلك من أحداث وإنتشار مسلح للعراسلة وخطف سوريين للضغط بإتجاه إطلاق سراح سيف الدين والوقوف بوجه المسلحين بعد تهديداتهم المتكررة لعائلة عزالدين،أوضح مصدر من بلدة عرسال لموقع "لبنان الجديد" أن خطف سيف الدين تم من داخل محل لآل عز الدين في ساحة البلدة وهو يبيع البزورات "بائع جوال} لعدد من المحال ويتردد كثيراً إليها،وقام بخطفه شخص من البلدة كان يعمل مع أبو حسن الفلسطيني وبعد مقتل الأخير ترأس مجموعة خطف وسرقة ولا يزال يتعاون مع المجموعات المسلحة،وأكد المصدر أن عملية الخطف تمت بطلب من أشخاص سوريين من بلدة قارة السورية من آل وردة يملكون محمصة في عرسال من أجل فرض واقع إقتصادي بالقوة وإجبار الناس على الشراء منهم ومنع كل الغرباء من الدخول إلى البلدة وترهيبهم،وعن السوريين هناك يشير المصدر أن المناطقية بدأت بالظهور في صفوفهم فحين يسأل أحدهم عن ما حدث يجيب بأن إبن قارة هو من فعلها وأنا من الجراجير ولا دخل لي وهو أمر يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول مستقبل البلدة أمام هذا الكم الهائل من السوريين.

وبإنتظار الإفراج عن المخطوفين وعودة الإستقرار نسبياً بين الأهالي والنازحين ومن خلفهم المسلحين يسأل العراسلة عن الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي الغائبين عن داخل البلدة التي تحتاج حواجز ودوريات لإستتباب الأمن فيها وأن لا يقتصر على الحدود،والأهم ما هو رد داعش والنصرة خلال الأيام المقبلة على إنتفاضة العراسلة وثورتهم في وجههم.