ادت احداث اليمن الى اعادة فتح كل ملفات الخلافات المذهبية والسياسية والعرقية والقومية في العالم العربي والاسلامي، وصدرت خلال الايام الماضية سلسلة مواقف وتصريحات من مرجعيات دينية وسياسية وحزبية في اكثر من بلد عربي واسلامي تتحدث بلغة استفزازية عن مذاهب اسلامية او عن الاوضاع في المنطقة، في حين تتم عمليات القتل والتدمير للدول العربية دون اي وازع وبدون اي مبرر حقيقي. ولن استعرض كل ما قيل خلال الايام الماضية كي لا اساهم في نشر المزيد من الحقد والكراهية ولكن وسائل التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المختلفة تنشر يوميا مئات الخطب والمواقف والتعليقات وكلها تدعو للكراهية والقتل والتكفير.

وبموازة ذلك تتم عمليات تدمير الدول العربية وقتل الناس دون اي وازع واي محاسبة ولا احد يتوقف امام ما يجري من تدمير للدول العربية بشكل متسلسل ومدروس. لكن في مواجهة هذه الاحقاد والسجالات وعمليات التدمير تصدر بعض الاصوات العاقلة والمعتدلة الداعية لوقف العنف والقتل والصراع والبحث عن حلول حقيقية للازمات من خلال التعاون والتنسيق بين الدول الفاعلة او القوى الحقيقية وعلى اساس ضمان حقوق الجميع ومن خلال مراعاة مصالح الجميع.كما تنطلق بعض المبادرات والنشاطات لوقف حمامات الدم او عمليات التحريض في اكثر من بلد عربي واسلامي.

ومع ان الاصوات العاقلة او المعتدلة اضعف من اصوات التحريض ومع ان المبادرات لوقف العنف والقتل لم تستطع حتى الان وقف شلالات الدم والقتل وتدمير الدول العربية ، فان المطلوب الاستمرار بكل جهد من اجل مواجهة ما يجري ولا بد ان تتكاتف الجهود من قبل كل الحريصين من اجل تشكيل تيار عربي واسلامي فاعل للوقوف بوجه ما يجري وتحميل الجميع المسؤولية ، فلا يمكن ان ننتظر في كل مرة اشتعال الفتنة والحروب من اجل ان نبحث لاحقا عن الحلول والدعوة بعد ذلك للحوار والحل السياسي.

ان المطلوب استباق الازمات والصراعات من خلال اطلاق المبادرات العملية والسياسية قبل ان ينفجر الصراع وتندلع الحرب، واليوم ورغم كل ما يجري من صراعات وعمليات قتل وعنف فان المجال لا يزال مفتوحا للتوصل الى حلول سياسية وكي لا تتكرر الحروب التي عشناها سابقا كالحرب العراقية – الايرانية والتي استمرت سبع سنوات او الحرب اللبنانية التي استمرت خمسة عشر سنة او غيرها من الحروب الاهلية او الصراعات المختلفة.

فلماذا لا ترتفع اصوات الاعتدال وتتعاون فيما بينها لوقف الفتنة والعنف والحرب ولماذا لا تطلق المبادرات العملية والسياسية بدل ان يقوم كل طرف بتبرير ما يقوم به. الفرصة لا تزال قائمة قبل ان يدمر الهيكل على رؤوس الجميع.