يتكرر المشهد السياسي اللبناني في المؤتمر التنظيمي  الثالث عشر لحركة أمل فقد أعاد المؤتمر تجديد انتخاب الهيئة الرئاسية الحالية للحركة برئاسة نبيه بري، وتضم الهيئة هيثم جمعة نائبا للرئيس، جميل حايك رئيسا للمكتب السياسي، محمد نصرالله رئيسا للهيئة التنفيذية، عباس نصرالله أمينا للسر، بالاضافة الى العضوين قبلان قبلان وخليل حمدان .

وفي الوقت الذي استطاع فيه المؤتمر إطلاق وثيقة سياسية تتضمن ثوابت الحركة السياسية على الصعيد اللبناني والعربي والدولي إلا أنه جاء متماشيا ومنسجما مع السياسة اللبنانية في التمديد حيث لم تشهد الهيئة الرئاسية إضافة شخصيات جديدة وجرى التمديد للهيئة الحالية برئاسة الرئيس نبيه بري وفي ذلك ربما مؤشر على عدم القدرة على ممارسة الديمقراطية والتجديد وذلك شأن كل المؤسسات السياسية الرسمية والحزبية في البلد , وكان الرئيس بري أعلن عن حركة شبابية جديدة ستطبع المؤتمر التنظيمي للحركة إلا ان هذا التجديد للهيئة الحالية والتمديد لعملها يتنافى مع بث الروح الجديدة في العمل الحركي ويتنافى أيضا مع أبسط القواعد الديمقراطية .

وتأتي صورة هذا المؤتمر على الصورة التي أرادها الرئيس بري لمجلس النواب الذي يرأسه وهو مجلس فاقد للشرعية الشعبية والديمقراطية بحسب القانون والدستور اللبناني بعد التمديد الاول والتمديد الثاني الأمر الذي أفقد الحياة السياسية في لبنان أبسط قواعد الديمقراطية ,وبذلك يكرس الرئيس بري حالة الحالة التي يدعي محاربتها على مدى سنوات وهي الاقطاعية السياسية  .

إلا أن الجديد في هذا المؤتمر الوثيقة السياسية التي حددت الرؤية السياسية لحركة أمل لمجمل الملفات في لبنان والمنطقة على ضوء التطورات التي شهدتها المنطقة عموما ولبنان خصوصا ,وقد أقرت الوثيقة بحضور 600 من كوادر الحركة كما حضر اللقاء رئيس المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان بصفته رئيسا للهيئة الشرعية في الحركة .

كما تضمنت الوثيقة بندا خاصا حول أحداث اليمن حيث طلب الرئيس نبيه بري تضمينها بندا مستقلا يدعو الى حل هذه الأزمة بالحوار السياسي، مطالبا سلطنة عُمان بلعب دور وساطة بين مكونات الشعب اليمني، خصوصا أنها الدولة الخليجية الوحيدة التي لم تتورط في الخيار العسكري الذي سيؤدي الى زيادة الشرخ اليمني والعربي .

الوزير السابق محمد عبد الحميد بيضون علق على المؤتمر التنظيمي لحركة أمل وقال لموقع لبنان الجديد أن حركة أمل لم تعد لاعبا سياسيا في لبنان ولم يعد لديها الجسم السياسي كما في السابق وإن القرارات الحالية كلها هي بيد حزب الله والحركة أصبحت مجرد غطاء , و اعتبر بيضون أن محاولات الرئيس بري إظهار ان هناك تنظيم ليس لها أي تأثير على الارض .

واعتبر بيضون ان حركة امل أنتقلت من خط موسى الصدر الى خط علي خامنئي وهي مجرد تابع لحزب الله ولكن هناك نظام وظائف يعتمده الرئيس بري يحافظ من خلاله على مجموعة من الميليشات حوله .

وحول إعادة تكليف القيادة الحالية للحركة قال بيضون أن هذا كلام بلا معنى والرئيس بري لوحده يمثل كل شي وبقاءه على الكرسي مرهون بمجموعة الخدمات التي يقدمها لمن حوله  .