بعد لحظات  من بدء عملية عاصفة الحزم التي تقودها السعودية ودول الخليج وعدد من الدول العربية ضد اليمن, وفور الإعلان السعودي عن بدء العملية العسكرية السعودية قُرعت طبول الحرب في لبنان على عادة هذا البلد الذي يصفق سياسيوه ومواطنوه  دائما للحدث الخارجي فيما الوضع الداخلي يشهد تدهورا غير مسبوق في مختلف الملفات السياسية والامنية والاجتماعية والاقتصادية .
وفور الإعلان عن العملية العكسرية سجلت لبنانيا مواقف عديدة تراوحت بين مؤيد لهذه العمليات ومعارض لها فيما ينتظر اللبنانيون اليوم ما سيصدر من مواقف عن الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بالرغم من البيان الذي أصدره حزب الله حول هذه الاحداث .
رئيس الحكومة السابق سعد الحريري كان صاحب الاطلالة الأولى حيث أعلن تأييده للعملية العسكرية السعودية معتبرا موقف الملك سلمان موقفا حكيما وشجاعا
مؤكدا انه لا يمكن للسعودية أن تترك الشرعية في اليمن وحدها أمام ميليشيا تحاول أن تسيطر على الشعب اليمني وحمل في الوقت نفسه مسؤوليه هذه الاحداث الى ايران .
وأعلن النائب وليد جنبلاط، على تويتر تأييده للسعودية على خلفي أن أحداث اليمن تشكل تهديدا لأمنها القومي وأمن الخليج ومصالح اللبنانيين الذين يعملون في هذه البلاد، وحمل جنبلاط على الحوثيين واتهم إيران بإفشال المبادرة الخليجية، ورأى أن الحل المعقول يكون بالعودة إلى الحوار والى المبادرة الخليجية من اجل استقرار اليمن والمحيط قبل فوات الأوان .
من جهته ينتظر الرئيس بري كعادته جلاء الصورة السياسية فلم يصدر عنه أي موقف تجاه هذه الأحداث لكنه تمنى استمرار الحوار في عين التينة  .
حزب الله من جهته أصدر بيانا أدان فيه بشدة ما أسماه العدوان السعودي الأمريكي على الشعب اليمني معتبرا ذلك مغامرة تفتقد الحكمة والمبررات الشرعية والقانونية وأكد أن هذه المغامرة التي تقودها السعودية تسير بالمنطقة نحو مزيد من التوترات والمخاطر على حاضر ومستقبل المنطقة، مدينا مشاركة بعض الدول العربية وغير العربية في هذا العدوان، ودعى حزب الله في بيانه السعودية وحلفاءها إلى الوقف الفوري وغير المشروط لهذا الاعتداء الظالم الذي يؤمن المصالح الأميركية ويقدم خدمة جليلة للعدو الصهيوني وخياراته التي أفرزت مزيدا من التطرف والمعاداة للشعب الفلسطيني وشعوب المنطقة .
أما على صعيد الموقف الرسمي اللبناني فقد بدا لبنان محرجا بين تأييده للعملية العسكرية السعودية ورفضه إلا أنه آثر المضي بمحاولة النأي بالنفس عن الانقسامات العربية حفاظا على ما تبقى من تماسك اللبنانيين وعلى استمرار عمل الحكومة التي تجمع أغلبية المكونات السياسية اللبنانية .
وحاول وزير الخارجية جبران باسيل إعداد موقف يتلاءم مع الأحداث بخلفية المحافظة على الاستقرار اللبناني فأكد على دعم الشرعية الدستورية في أي بلد عربي والتمسك بالحل السياسي ورفض الخيار العسكري والتشديد على مبدأ احترام سيادة الدول ورفض التدخل في شؤونها .
هذه الثوابت الثلاث، ضمنها باسيل الكتاب الذي رفعه الى الأمانة العامة للجامعة العربية، بعد انتهاء كلمته أمام المجتمعين، وشدد في كتابه على أن لبنان ينأى بنفسه عن الخلافات العربية، وأكد أن لبنان هو جزء من أي إجماع عربي وينأى بنفسه عن أي أمر لا يحظى بالإجماع، وهذا الأمر يسري على اليمن وعلى أي أمر عربي آخر .

وطالب باسيل في الوقت نفسه بتشكيل قوة عربية لصون الأمن القومي العربي، وهو لم يمانع خيار التدخل العسكري شرط أن تعتمد معايير واحدة تضمن الجميع وتطمئن الجميع وتضم الجميع على حد تعبير باسيل .