بدأت السعودية وعدد من دول الخليج تدخلا عسكريا مباشرا في اليمن عبر عملية عسكرية اطلق عليها اسم

:عاصفة الحزم، وقد بدأت الطائرات السعودية قصف مواقع الجيش اليمني ومواقع الحوثيين ، مع احتمال ان يتحول التدخل العسكري من عملية قصف جوي الى تدخل مباشر عبر القوات المسلحة. وتهدف السعودية ودول الخليج وبعض الدول العربية الى وقف تقدم الحوثيين في اليمن وسيطرتهم على كل مناطق اليمن ومواجهة التدخل الايراني في اليمن.

التدخل السعودي في اليمن يذكرنا بالتدخل المصري في اليمن ما بين عامي 1962-1967 والذي ادى الى التمهيد لهزيمة حزيران عام 1976 بسبب حجم الخسائر المصرية في اليمن والهزيمة الكبرى التي واجهها النظام المصري انذاك، مع الاشارة الى ان السعودية انذاك كانت تقف الى جانب الزيديين والمملكة المتوكلية في مواجهة المواليين للجمهوريّة العربية اليمنية واستمرت الحرب ثمان سنوات (1962 - 1970).

وقد سيطرت الفصائل الجمهورية على الحكم في نهاية الحرب وانتهت المملكة وقامت الجمهورية العربية اليمنية. وبدأت الحرب عقب انقلاب المشير عبد الله السلال على الإمام محمد البدر حميد الدين وإعلانه قيام الجمهورية في اليمن. هرب الإمام إلى السعودية وبدأ بالثورة المضادة من هناك.

تلقى الإمام البدر وأنصاره الدعم من السعودية والأردن وبريطانيا وتلقى الجمهوريين الدعم من مصر جمال عبد الناصر. وقد جرت معارك الحرب الضارية في المدن والأماكن الريفية، وشارك فيها أفراد أجانب غير نظاميين فضلاً عن الجيوش التقليدية النظامية. أرسل جمال عبد الناصر ما يقارب 70,000 جندي مصري وعلى الرغم من الجهود العسكرية والدبلوماسية، وصلت الحرب إلى طريق مسدودة واستنزفت السعودية بدعمها المتواصل للإمام طاقة الجيش المصري وأثرت على مستواه في حرب 1967 وأدرك الرئيس صعوبة إبقاء الجيش المصري في اليمن.

واليوم الصورة معكوسة فالسعودية تقف الى جانب الرئيس اليمني الجنوبي هادي منصور في مواجهة الحوثيين وحلفائهم، وقد يكون من المبكر تحديد نهاية الحرب الجديدة وهل ستؤدي لاستنزاف السعودية ودول الخليج او ستؤدي لسقوط الحوثيين ومن يؤيدهم وخصوصا ايران ، لكن يمكن القول ان حرب اليمن ستنتزف الجميع وستؤدي الى المزيد من الدمار والقتل والعنف وان من مصلحة الجميع وقف هذا الصراع اليوم قبل الغد والتوجه نحو الحوار السياسي للبحث عن حلول لازمة اليمن والا فان الخسارة ستطال الجميع.

وندعو الله عز وجل ان لا تستمر الازمة اليمنية خمس سنوات جديدة وان يتم الاتفاق سريعا بين اليمنيين وبدعم عربي واسلامي والا فاننا ذاهبون الى المزيد من الدمار والعنف والقتل والصراعات المذهبية.