هتافات احتجاجية خلال تشييع جثمان بوعزيزي الإيراني يونس عساكرة، البائع المتجول الذي أحرق نفسه بالنار مقابل مبنى البلدية، بعد ما صودر عربته من قبل بلدية مدينة خورّام شهر الإيرانية الواقعة بمحافظة خوزستان العربية، تحول إلى بوعزيزي إيران، مع فارق في تداعيات العمل الذي قاما به، حيث أن الردود في إيران لم تكن بحجم العمل، بينما أدى في تونس إلى ثورة شعبية. غاية ما قام به أبناء مدينة خورام شهر هو عبارة عن رفع هتافات احتجاجية باللغة العربية: حرية حرية، هيهات منا الذلة. ويقول المصادر المستقلة بأن تشييع جثمان يونس عساكرة تم في أجواء أمنية وشارك فيه عدد من المسؤولين الحكوميين، واعتقل عدد من المشيعين بسبب رفعهم شعارات مناهضة للنظام.

ويرى البعض أن الحكومة لم تهتم بعلاج يونس بعد ما أضرم النار في جسده في 12 آذار ولم تبادر بنقله جواٌ إلى المستشفى الخاص للجروح الحرقية في العاصمة ولم يكن بمقدور عائلته دفع تكاليف نقله الجوی إلى هناك، لأن شركة الطيران طالبت بـ 50 ميليون تومان (ما يعادل17 ألف دولارا) لنقله إلى المستشفى الخاص في طهران، واضطرت العائلة بنقله برّاً والمسافة بين المدينتين 822 كم. وأثار خبر يونس سخط العرب في محافظة خوزستان، وبل عامة الشعب الإيراني الذي لم يميز بين قومية وأخرى وأول الردود جاء خلال مباراة كرة القدم بين فريق فولاذ الأهوازي والهلال السعودي، في 17 أذار، حيث اشتبك متفرجون مع الشرطة رافعين شعارات تعبر عن غضبهم لسوء الأوضاع الاقتصادية والمعيشية.

يبدو أن إضرام النار على النفس أصبح طريقاً عادياً للتعبير عن الاحتجاج الانفرادي في الكثير من البلدان، ولكنه لن يغير شيئاً. وكان لافتاً في الأيام الأخيرة ظاهرة شنق الدمية في السعودية تعبيراً عن الاحتجاج على النظام، وختاماً إن الرهان على أسلوب محمد بوعزيزي لتغيير النظام أو إثارة الثورة، رهان خاطئ، حيث أن الثورات لن تغير شيئاً ولن تنتج إلا خسائر أكثر فداحة مما هو الآن.