منذ أسابيع أقدم رئيس الحكومة في كيان العدو بنايامين نتنياهو على حل الكنيست الاسرائيلي ( مجلس النواب ) في دعوة الى إطلاق انتخابات نيابية مبكرة بعد الخلافات الحادة بينه وبين معارضيه من رؤساء الأحزاب الصهيونية إثر ذلك حددت دولة الكيان موعدا للانتخابات في فترة زمنية قصيرة استطاعات خلالها الإعداد لإجراء هذه الانتخابات وتسابقت الاحزاب الاسرائيلية في حملات انتخابية منتظمة للعبير عن مواقفها وبرامجها التي تهم المجتمع الاسرائيلي وقد جرى ذلك منسجما مع كل الأعراف الديمقراطية حيث استطاع كل حزب أن يعبر عن رأيه وبرنامجه الانتخابي بكل حرية ,وقد كان التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم أمس الحكم بين الاحزاب المرشحة للدخول الى الكنيست الاسرائيلي ولم تشهد العلمية الاتخابية منذ بدايتها الى حين بدء عمليات الاقتراع أي حدث أمني أو سياسي يؤثر على إجراء هذه الانتخابات وبالتالي كان المشهد العام منسجما بشكل كامل مع أبسط القواعد والاجراءات الديمقراطية التي بتنا نفتقدها في مجتمعنا العربي خصوصا ,وإذا أردنا إجراء مقارنة بسيطة مع ما يحصل في المجتمع العربي عموما ولبنان خصوصا فإن دولة الكيان الصهيوني تأتي في صدارة الدول التي تنسجم في قناعاتها وإدارة شؤونها مع القواعد الديمقراطية  السائدة بينما نجد على صعيد لبنان تحديدا أن الفراغ والتمديد هي السمة التي حكمت العملية السياسية منذ سنوات وغابت الديمقراطية بشكل كامل عن المؤسسات السياسية في لبنان في تعطيل لهذه المؤسسات لم يسبق له مثيل في تاريخ لبنان وما زالت الحياة السياسية في لبنان شبه معطلة أو هي معطلة بالكامل بعد الإنقلاب على كل المعايير الديمقراطية منذ التمديد الأول للمجلس النيابي مرورا بتعطيل انتخاب رئيس للجمهورية وصولا إلى التمديد الثاني الذي قضى بشكل كامل على الحياة الديمقراطية في لبنان .
والحال هذه وبمقارنة بسيطة بما شاهدناه يوم أمس في الكيان الصهيوني خلال العملية الانتخابية نشعر أننا البلد الاكثر تخلفا وتنكرا للديمقراطية قياسا بالديمقراطية الموجودة لدى عدونا اللدود في المنطقة وهو الكيان الصهيوني الامر الذي يدعو إلى الحيرة والقلق على المستقبل والمصير فإننا في هذا الحال ما زلنا متأخرين جدا عن مواكبة عدونا في المدنية والديمقراطية والتقدم  .