حدثان بارزان اتسمت فيهما نتائج الانتخابات الاسرائيلية يوم أمس ,الاول عودة حزب الليكود بزعامة بنيامين نتانياهو بقوة وفاعلية جديدة بخلاف كل التوقعات ,الحدث الثاني تمثل في الإنجاز الذي حققته القائمة العربية المشتركة المؤلفة من الأحزاب العربية الإسرائيلية والتي أصبحت بحسب نتائج الانتخابات القوة الثالثة في البرلمان الإسرائيلي وبحسب النتائج التي صدرت مساء أمس  فإن القائمة المشتركة حازت 13 مقعدا من أصل 120 وهذه المرة الأولى التي  تتقدم فيها الأحزاب العربية بقائمة واحدة إلى انتخابات البرلمان الاسرائيلي منذ عام  1948.

 

وكان رئيس القائمة العربية المشتركة أيمن عودة أعرب في وقت سابق عن ثقته بحصول القائمة على 15 مقعدا قائلا "هذا يوم تاريخي للجماهير العربية. سنرد على العنصرية وعلى من أراد اقصاءنا واخراجنا بأن نكون القوة الثالثة في الكنيست .
وجاءت نتائج هذه الانتخابات لتعكس رؤية المجتمع الاسرائيلي المتقاربة من مواقف بنيامين نتانياهو الذي أعلن قبل ساعات من الانتخابات مواقف متشددة من القضة الفلسطينية حيث قال : إن أي حكومة برئاستي لن تقوم بتنفيذ أي انسحاب ولن تقدم أي تنازل كما انها لن تقوم بتقسيم مدينة القدس بل ستحافظ عليها تحت السيادة الاسرائيلية بكل أجزائها .
ويأتي ذلك في ظل صراع وخلافات سياسية واجتماعية عميقة داخل الكيان الصهيوني حول القضية الفلسطينية وإنشاء الدولة الفلسطينية والانسحاب من القدس والاستيطان وغيرها حيث تتفاوت مواقف الاحزاب السياسية البارزة في الكيان الصهيوني من هذه الملفات إلا أن بنيامين نتنياهو بمواقفه المتشددة حيال ذلك استطاع استمالة الراي العام بقوة تجاه رفض التعايش بين المجتمع الاسرائيلي والمجتمع الفلسطيني وهو ما سيؤدي حتما الى تعزيز الأعمال المناهضة للاحتلال وتأجيج روح العداء بين الطرفين  .
وبعد فوز نتانياهو فمن المتوقع وبعد حسم النتائج النهائية للانتخابات إعادة تكليف نتانياهو من جديد لتشكيل حكومته الرابعة إلا أن ذلك قد يستغرق وقتا طويلا بسبب النتائج التي أفرزتها هذه الانتخابات .
ومع بقاء بنيامين نتنياهو في سدة الحكم في إسرائيل فإن شيئا جديدا لن يطرأ على مستوى الموقف الاسرائيلي من القضايا والملفات المتصلة بالشرق الاوسط سيما الملف النووي الإيراني الذي أعلن نتانياهو مرارا عن موقف حكومته من هذا الملف  .



 
كاظم عكر