بعد 5 ساعات من المحادثات في سويسرا بين وزيرَي الخارجية الأميركي جون كيري والإيراني محمد جواد ظريف، حضت واشنطن طهران على اتخاذ «قرارات صعبة جداً» لإبرام اتفاق يطوي ملفها النووي، فيما أشارت إيران إلى «ثغرات» تعرقل التوصل إلى اتفاق إطار سياسي بحلول نهاية الشهر.

وواجه الوفد الإيراني نظيره الأميركي في شأن رسالة وجّهها 47 عضواً جمهورياً في الكونغرس إلى القيادة الإيرانية تهدد بإلغاء أي اتفاق «نووي» بعد انتهاء الولاية الثانية للرئيس باراك أوباما عام 2016. وقال ظريف: «على رغم أننا نعتبر الرسالة مجرد تحرّك سياسي، فإن توضيح موقف الإدارة الأميركية منها ضروري».

وحذر مسؤول روسي بارز من أن الكونغرس يشكّل «التهديد الأساسي الآن»، لافتاً إلى أنه «يدير معركة انتخابية ضد أوباما». وأضاف: «على رغم أن الصفقة (النووية) لا تتطلب مصادقة الكونغرس، لكن الأغراض الانتخابية والحملات على أوباما قد تعرقلها، ما يؤدي إلى سنوات من البحث عن تسوية». ونبّه إلى أن «هذا الوضع سيمنح أطرافاً في إيران لا يرغبون في إبرام اتفاق، ورقة ضغط إضافية» لإحباطه، في إشارة إلى المتشددين.

في مدينة لوزان السويسرية، التقى كيري ظريف مع الوفدين المرافقين لهما، في اجتماع تخلّلته خلوة ثنائية دامت 20 دقيقة. وتوجّه الوزير الإيراني إلى بروكسيل للقاء نظرائه الأوروبية فيديريكا موغيريني والألماني فرانك فالتر شتاينماير والفرنسي لوران فابيوس والبريطاني فيليب هاموند، قبل أن يعود إلى لوزان لإجراء مزيد من المحادثات مع كيري اليوم.

وقال ظريف: «اقتربنا اكثر من التوصل إلى حلّ في بعض القضايا، وعلى هذا الأساس يمكننا القول إن الحلول في المتناول، ولكن ما زالت هناك ثغرات في مسائل». وسأل صحافيون ظريف هل هناك تسوية في شأن منشأة فردو المحصنة لتخصيب اليورانيوم، فأجاب: «أخيراً سنحصل على شيء».

رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية علي أكبر صالحي الذي شارك في محادثات لوزان، أعرب عن «تفاؤل شديد»، لافتاً إلى تحقيق «تقدّم».

لكن ديبلوماسياً أميركياً بارزاً اعتبر أن «على إيران اتخاذ قرارات صعبة جداً وضرورية لتهدئة المخاوف الكبرى المتبقية في شأن برنامجها النووي». وأضاف: «ما زلنا نأمل بأن نتمكن من ذلك، ولكن بصراحة ما زلنا لا نعلم هل سنتمكن... لا نعلم بعد هل التوصل إلى الأجزاء (النهائية من اتفاق محتمل) صعب جداً».

في بروكسيل، أشارت موغيريني إلى «فجوات تجب معالجتها»، وزادت: «ندخل أسبوعين حاسمين من المفاوضات، يجب التوصل خلالهما إلى قاعدة مشتركة من أجل اتفاق جيد». أما فابيوس، فلفت إلى «نقاط مهمة بلا حلّ»، وقال: «نريد اتفاقاً، لكن فقط إذا كان قوياً جداً».

في طهران، اعتبر رئيس مجلس الشورى (البرلمان) علي لاريجاني أن «العالم لن ينتهي إذا لم نتوصل إلى اتفاق شامل... نتابع أمورنا الآن من دون اتفاق، علماً أننا سننتهج سبلاً أخرى أيضاً في حال عدم التوصل إليه». وأقرّ بأن البرلمان الإيراني لن يصادق على أي اتفاق نووي، مذكراً بأن «الملفات الموجودة تحت تصرف المجلس الأعلى للأمن القومي، خاضعة لإشراف قائد الثورة» علي خامنئي.

إلى ذلك، أعلن وزير النفط الإيراني بيجان نمدار زنكنة، أن بلاده مستعدة لزيادة صادراتها النفطية نحو مليون برميل يومياً بعد أشهر من رفع العقوبات عليها، معتبراً أن الأمر لن يؤدي إلى تراجع الأسعار عالمياً.