استطاع الحشد الشعبي بمؤازرة الجيش العراقي أن يستعيد بعض ما فقده العراق بسرعة البرق من أراض من قبل تنظيم الدولة الاسلامية وأن يعبّر عن بُعد مذهبي من شأنه أن يبقي بلاد الرافدين في مهب الرياح الطائفية مما لا يُتاح لها أن تستعيد وحدتها الداخلية وأن تبقى مفتوحة على تصدعات سياسية مخربة ومربكة للعملية السياسية الآيلة الى مشاركة حقيقية وفعليّة للمكونات العراقية كافة اذا وفقها " الله " .

بدأ عراقيّون سُنة ودول عربية تثير ما يفعله الحشد من عنف مذهبي في المناطق المحررة من داعش وبغض النظر عن صحة الادعاء العربي والعراقي أو كذبه ثمّة معلومات وفرتها تشكيلات دولية تتحدث عن ارتكاب قتل تشفي بحق أبرياء وهذا ما يضع وضع العراق في كفَ الشيطان المذهبي الذي يبقي الدولة في خبر كان . ان هذه المواقف تشير بشكل واضح الى أن أزمة العراق غير مرتبطة بتنظيم الدولة واحتلاله ولا بالتخلص منه واستعادة الحياة التي شوهتها داعش وأن ما ينتظر العراق ما بعد داعش هو أخطر بكثير مما هو عليه أثناء احتلال تنظيم الدولة الذي وحّد الداخل والخارج ضدّ خطر الارهاب ولو بالشكل ولكن من الصعب بناء وحدة ما عراقية وغير عراقية بعد تبخر الأجواء التي فرضت تحالف الأعداء لضرورة تهم كل طرف وفق أسبابه الخاصة .

من يقنع السنة في العراق أنهم غير مهزومين ؟

ومن يقنع شيعة الحشد الشعبي أنهم غير منتصرين ؟

لذا ستبقى أجواء العراق سوداء وستنشر في مناخه السياسي المزيد من الانقسام وفي فضائه الأمني المزيد من المنتحرين خدمة لمنتفعين في تجارة عراقية باتت أسواقها مفتوحة لزبائن غبّ الطلب وهي تدرّ على أصحابها ثروات هائلة جعلتهم يتقنون فنّ التجارة في بيع العراق حجراً وبشراً لصالح حسابات سياسية غير وطنيّة ولصالح شركات مالية خاصة .

لهذا تبدو تكريت مدينة مؤسسة لاصطراع طائفي طويل والموصل دعوة سيحتشد خلفها الكثيرون من المتأثرين بمفاهيم الجهاد على طريقة القاعدة وداعش وسيبقى العراق قبلة جهادهم وفرصتهم الضائعة من شيعة احتكروا السلطة بطريقة مماثلة أو أبشع بكثير مما كانت تمارس من قبل من مرّ عليها راكباً حمار البعث .. هكذا ينظر الكثيرون من العراقيين والعرب من أهل السُنة لحال عراق اليوم لذا يجب تبديد هذه المخاوف أو هذه الهواجس والاً فان غد العراق على موعد آخر مع موجة من العنف الأسوأ من عنف داعش .