بادر الصحافي الفنان والناشط الاجتماعي فريد صلواتي من مدينة إصفهان عاصمة إيران الثقافية والفنية بإطلاق فكرة أسبوع الابتسامة الشعبية لآخر أسبوع للعام الإيراني الذي ينتهي بعيد النوروز، رأس السنة الإيرانية، في 21 آذار. دعى فريد صلواتي جميع المواطنين الإيرانيين بالانضمام إلى مهرجان الابتسامة الشعبي، عبر مختلف وسائل التواصل الإجتماعية وفي الاحتفالات والاجتماعات، ببذل الجهد لإظهار السرور والفرح والابتسام والتجنب عن الحديث عن السياسة والسياسيين والتوقف عن متابعة الحروب والاشتباكات العسكرية وتجاهل إراقة الدماء هنا وهناك، والتوجه نحو السرور والابتسامة حتى بدون أي داع لها.

التحق كثر من المواطنين الإيرانيين إلى تلك الحملة خاصة في موقع فايس بوك مبدين تضامنهم مع هذا الفنان الاصفهاني الذي شهدت مدينته الجميلة، قبل أشهر سلسلة من جرائم رشّ الحمض على وجوه نساء من المرجح أن سببها عدم إلتزامهن باللباس الشرعي الكامل وفق قناعة تلك الشبيحة. وبالرغم من أن السلطات القضائية وعدت المواطنين بملاحقة المجرمين وإنزال العقوبة بحقهم، إلا أنهم عجزوا حتى اللحظة عن كشف المجرمين.

جريمة رش الحمضيات على وجوه عدد من النساء، أدخلت الإيرانيين في كآبة عامة، حيث أنهم يرون بأن هناك أجهزة أمنية قادرة على رصد أي تحرك مخالف للنظام حتى لوكان في الفضاء وتلك الأجهزة قادرة على القبض على زعيم لحركة جند الله الارهابية وهو داخل طائرة إماراتية تعبر من الفضاء الإيراني وتمكنت من إنزال تلك الطائرة لاعتقال هذا الزعيم، ولكنها تعجز أو تتعمد في العجز عن رصد شبيحة ترشّ الحمض على نساء في واضحة النهار وعلى مفترق طرق مدينة بحجم إصفهان.

إيران من أكثر بلدان العالم حزناً ووفق تقرير مؤسسة غالوب لوضع الرضى والسرور في 138 بلداً تحتل إيران اللقب الثاني بعد العراق للبلدان الحزينة في العالم، ليأتي بعدها كل من مصر ويونان وسوريا، البلدان الخمسة الأولي الحزينة والكئيبة في العلام. ليست المشاكل الاقتصادية في إيران وحدها السبب في هذا الحزن، حيث أن هناك بلدان فقيرة ولكنها لديها ثروة كبيرة من الشعور بالفرح والسرور.

ولكن إيران حزينة على مدار السنة، ففضلاً عن الشهور الحزينة المليئة بذكرى استشهاد أئمة الشيعة، والعديد من المناسبات الفرعية التي تبث الحزن، ووراء ذلك يوجد إرادة النظام بعدم السماح لأي من مظاهر الفرح، خاصة تلك التي تشارك فيه النساء، ويسلك النظام طريقة في التعامل مع الشعب وكأن ابتهاج المواطنين عبارة عن هرطقة وازدراء ومعصية.

وفي ظل تلك الأجواء والظروف يمكن اعتبار حملة الابتهاج التي أطلقها الفنان الصحافي فريد صلواتي خطوة لمكافحة الآلام والأوجاع والاكتئاب. وبالتأكيد تلك الحملة لن تضمد جراح السيدات التي تعرضن لرش الحمض، ولكنها تزعج الشبيحة التي تعمل من أجل تكئيب الشعب وإبكاءه على مدار السنة.