شهدنا خلال الايام القليلة الماضية سجالا حادا حول الاوضاع في العراق بين الازهر الشريف في مصر وعدد كبير من المرجعيات الدينية والسياسية في العراق وفي بعض الدول العربية والاسلامية، وان كانت المرجعيات الدينية الشيعية كان لها حصة الاسد في هذا النقاش. وكانت مشيخة الازهر قد اصدرت بيانا حادا اتهمت فيه المسلمين الشيعة في العراق بارتكاب المذابح ضد المسلمين السنة وذلك على ضوء ما حصل خلال تحرير مدينة تكريت من قوات داعش ، ووجهت المشيخة اتهامات للجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي بحرق البيوت ونهبها ودعت القيادات الدينية العراقية والحكومة العراقية للوقوف بوجه هذه الاعمال.

وردا على هذا البيان صدرت العديد من المواقف والبيانات من قيادات عراقية دينية وسياسية ومنها المرجعيات الشيعية وبعض المرجعيات السنية،كما شنت وسائل الاعلام العراقية حملة قاسية ضد الازهر الشريف، وفي لبنان اصدر تجمع العلماء المسلمين (والذي يضم علماء سنة وشيعة) بيانا ندد فيه ببيان الازهر واتهمه بالتحريض على الفتنة داعيا مشيخة الازهر للتحقق من الاوضاع الميدانية في العراق. اذا نحن امام سجال قاسي لا يعرف اذا كان سيؤدي الى اية نتيجة لمعرفة حقيقة ما يجري في العراق ، وهل حقا حصلت مجازر شيعية ضد السنة او ان ما جرى كان معركة عادية بين الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي ومقاتلي العشائر السنية من جانب ومقاتلي تنظيم داعش من جهة اخرى؟.

بعض وسائل الاعلام العالمية نقلت صورا عن حرائق وعمليات نهب في بعض المناطق العراقية والمسؤولون العراقيون وفي مقدمهم رئيس الحكومة الدكتور حيدر العبادي اكد ان الحكومة العراقية والمسؤولين العراقيين سيحققون باية اخطاء حصلت وان ما يجري هو معركة بين الجيش والشعب العراقي وقوات داعش وان السنة والشيعة والاكراد وكافة مكونات الشعب العراقي تشارك في المعركة ضد تنظيم داعش الارهابي والمتطرف.

اذن هناك امور عديدة تجري في العراق يجب توضيحها ، وان اصدار البيانات للرد على بيان مشيخة الازهر لا يكفي ولا يفيد بل يخدم سعاة الدعوة للفتنة، والمطلوب الذهاب الى مشيخة الازهر واللقاء مع شيخ الازهر والمسؤولين في المشيخة لتوضيح الحقائق ودعوة الازهر لارسال بعثة ميدانية للتحقق من عدم صحة ما ورد في بيان مشيخة الازهر وان التواصل المباشر بين المرجعيات الدينية والسياسية في العراق والمسؤولين في مصر هو الطريق الصحيح لاخماد الفتنة، واما اصدار البيانات والبيانات المضادة فسيؤدي الى المزيد من الفتنة. وليس بالسجال والصراع نصل الى الحقيقة بل بالحوار المباشر ومن خلال نشر الحقائق والمعلومات: وما هكذا تورد الابل ايها السادة العلماء والمسؤولين.