وكعادتهم في نهاية أي اتفاق بين إيران والدول الست، يغرد الفرنسيون خارج السرب ويظهرون مدى شغفهم لإظهار أنفسهم كطرف رئيسي في المفاوضات وليس تابعاً لإرادة الولايات المتحدة. وبتعبير آخر تريد فرنسا الإيحاء بأن دورها في المفاوضات، ليس دوراً هامشياً أو كدور بريطانيا أو ألمانيا أو الصين، بل إن لها موقعاً رئيسياً يعادل موقع الولايات المتحدة الأمريكية.

وبينما تفيد جميع القرائن بأن طرفي المفاوضات حصلا على صيغة مقبولة للإتفاق النهائي، عادت الحليمة الفرنسية إلى عادتها القديمة وتناغمت مع المعارضين لتوقيع هذه الإتفاقية من أمثال نتنياهو والجمهوريين في مجلس الشيوخ الأمريكي ودول عربية تشعر بالخسارة من حصول إيران على حقها في التخصيب النووي.

وكان تسارع الوزير الخارجية الأمريكي جان كيري لزيارة باريس قبل ذهابه إلى المملكة السعودية تجاوب واضح مع النرجسية الفرنسية وإرضائاً لغطرستها الزائفة. يقول سيروس ناصري عضو سابق في الفريق الإيراني المفاوض في الملف النووي، إن عرقلة فرنسا تعود إلى عدة أسباب، منها

أولا: إن الوزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس لديه نزعة عدائية تجاه إيران شخصياً.

ثانياً: إن الفرنسين لا يزالون يزعمون بأنهم قوة عظمى عالمية، وعليه يجب أن يؤدوا دوراً رئيسياً في المفاوضات، وأن أداء دور ثانوي يسيئ إلى كرامتهم!

ثالثاً: إن فرنسا استغلت أجواء التوتر بين إيران والغرب لفرض عقود تجارية وعسكرية ضخمة على دول عربية، ومن الطبيعي أنها ستخسر هذا السوق.

رابعاً: إن فرنسا قلقة من خسارة حلفاءها ومواقعها في المنطقة، حيث أن العراق وسوريا ولبنان كانت تحت النفوذ الفرنسي، ولكن فرنسا خسرت تلك الدول، وربحتها إيران.

خامساً: إن الفرنسين حريصون على امتلاك حق التخصيب شبه الحصري لأنهم يربحون من خلال التخصيب ولا يحيذون أي منافس في هذا المجال.