ينظر عراقيّون وغير عراقيين الى الحشد الشعبي العراقي على أنه مليشيا شيعية تابعة للدولة الشيعية الايرانية بقيادة قاسم سليماني الذي يدير العمليات الميدانيّة ضدّ داعش والمتهم بالقيام بتصفيّات طائفية في المناطق التي يتركها تنظيم الدولة باعتبار أن هذه المناطق بيئات حاميّة لدولة الخلافة السُنيّة . هذا المنطق , وهذا الموقف الذي نسمعه يوميّاً من عراقيين ممثلين في الدولة أو من جماعات غير منضوية للسلطة ومتضررة من التكوين السياسي الجديد للعراق ومن مدنيين ودينيين منتمين لأهل السنة والجماعة في أقطار مختلفة من العالم يدلّ وبوضوح على أن الأزمة العراقية مازالت على حالها ولا أهمية بتاتاً للتحرير من الارهاب ما دامت أسباب الارهاب موجودة ومادام الشيعة يتصرفون بمنطق يشعر السنّة بأنهم مهمشين ومادام السنة يتصرفون كما تصرف الشيعة طيلة حكم العراق من قبل السُنة بالندب واللطم وقراءة مجالس العزاء على حرمانهم الطويل . خفف اخراج المالكي من رئاسة الحكومة من غضب السنة العراقيين

ولكن لم يستطع العبادي الغاء مخاوف وهواجس أهل السُنة لأنهم ينظرون اليه نظر المغشيّ عليه من قاسم سليماني الرئيس الفعلي للعراق ورغم محاولاته المتكررة لتأكيد نأيه عن ايران والتجائه الى الحضن العربي بزيارات وتفاهمات أسهمت بنتائج جيدة نتيجة استخدامه لعلاقاته البريطانية الممتازة في فتح كوّة في جدار العلاقات العراقية – العربية من شأنها أن تتسع اذا ما بقيّ العبادي على موقفه العربي وعدم ذهابه المباشر الى السياسات الايرانية والتزامه بسياسات ايران في المنطقة وخاصة في الموضوع السوري . طالما أن العرب والعراقيين ينظرون الى العراق كدولة تابعة لايران وهم لم يخضوا معركتهم ضدّ داعش حبّاً بالعراق الايراني بالقدر الذي استشعروا فيه خوفهم من تيّار جارف وتنظيم

موقع خلافته مكّة المكرمة . الأمر الذي لا يُبشر خيراً في الملف العراقي لأن الشيعة الايرانيين والعراقيين لم يبدلوا تبديلاُ جوهرياُ في سياستهم كما أن العراقيين وغير العراقيين من أهل السُنة ما زالوا على عنتهم من عراق بقبضة سليماني ومليشيا شيعية لا ترتقي الى مستوى أجهزة دولة مسؤولة عن شعب لا عن مكون طائفي . وهذا ما يؤكد أن العراق أمام تحديات جديدة وحسابات طائفية جديدة وأدوار متنافسة بين جهات اقليمية تتقاتل لتحسين شروط نفوذها في المنطقة . ان من ساهم في ولادة داعش من الشيعة والسنة مازال ممسكاُ بالسياسات المؤدية الى ابقاء العراق في دوامات العنف الذي سيتزايد بعد تحرير المحافظات التي أقام عليها تنظم الدولة خلافته المزعومة بأضعاف مضاعفة لأن تحرير المناطق من داعش سيعكس حسابات أمنية جديدة كما عكس احتلال تنظيم الدولة لمناطق عراقيّة حسابات سياسية وعسكرية جديدة لدى المسولين عن العراق .