حتى اللحظة لا يبدو أن في الأفق المنظور ما يشير إلى احتمال إنجاز الاستحقاق الرئاسي. فهذا الاستحقاق لا يزال يعترضه عراقيل وعقبات داخلية وخارجية تحول دون تمكين الأطراف المعنية بهذا الشأن من فتح كوة في الجدار الذي بحجب عن اللبنانيين رؤية رئيس جديد لجمهوريتهم المرتكبة والتي تهتز تحت وطأة شبكة من الأزمات الداخلية والإقليمية والدولية المتداخلة والتي تجعل من دولة أوروبية كفرنسا تقف عاجزة عن تحقيق أي تقدم في المسار الرئاسي بالرغم من كل الرصيد السياسي والدبلوماسي الدوليين التي نتميز بهما ومحاولة تجنيد هذا الرصيد من العلاقات لخدمة اللبنانيين في تذليل العقبات ألتي تمنع انتخاب الرئيس وآخرها جولة الموفد الفرنسي مدير دائرة الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجيه الفرنسية جان فرانسوا جيرو على عدد من العواصم المعنية بهذا الشأن.

فعلى الصعيد الداخلي ورغم ورش الحوارات المنطلقة سواء بين حزب الله وتيار المستقبل أو بين التيار الوطني الحر والقوات اللبنانية فإن إصرار حزب الله على مرشحة الذي يبدأ أول حرف من اسمه ميشال عون وهذا ما أعاد التأكيد عليه وفد حزب الله خلال زيارته الأخيرة إلى الرابية ( مرشحنا عون وما بنرضى بدالو ) فإن هذا الإصرار يشكل عقبة أمام الأطراف اللبنانية تمنع عليهم التوصل إلى اتفاق على تسمية مرشح توافقي.

وأما على الصعيد الخارجي فإن الكلام الذي سمعه الموفد الفرنسي جيرو من الايرانيين خلال زيارته الأخيرة إلى طهران ومفاده ان إنتخابات رئيس جديد للجمهورية اللبنانية هو شأن داخلي لبناني. وهذا جواب دبلوماسي وغير مستفز ولكنه واضح المعاني بأن لحظة انتخاب الرئيس العتيد لم تأتي بعد.

وبالتالى فإن مصادر دبلوماسية تفيد بأن تأزم بعض الأمور الإقليمية لا سيما الوضع اليمنى والجو الذي خلقته إسرائيل من جراء ضربة القنيطرة وما تلاها من رد فعل لحزب الله في مزارع شبعا فذلك كله يؤخر الاهتمام الخارجي بالداخل اللبناني وخصوصا فيما يتعلق بالفراغ الرئاسي.

ويبدو واضحا أن هناك خيط من مسد لم يعد خافيا ينطلق من إصرار حزب الله على ترشيح العماد ميشال عون ويتصل بالجواب الإيراني المبهم إلى الموفد الفرنسي جيرو يؤكد أن ملف الاستحقاق الرئاسي هو ورقة بيد محور الممانعة.

وأن الإفراج عن هذه الورقة مؤجل إلى ما بعد المفاوضات الإيرانية الأميركية حتى يتم استثماره إلى آخر الحدود في الملف النووى الإيراني. مما يؤكد وبما لا يدع مجالا للشك بأن إيران هي من يعطل انتخاب الرئيس. وأي كلام سوى ذلك هي اجتهادات خاطئة وتمويه للحقيقة وتمرير للوقت الضائع بالأصل.