جاء الردّ المصري سريعاً جداً على تنظيم الدولة - فرع ليبيا - كاستهداف أولي فرض على الجيش المصري الانضواء تحت مظلة الحلف الدولي لمواجهة الارهاب المستشري والمستفحل في كل من العراق وسوريا وليبيا وسينضم اليمن قريباً الى لائحة الدول المحروقة في منطقة الشرق الأوسط .
التحرك المصري ليس مجرد ردّ فعل على ذبح مصريين قبطيين بل هو نافذة للوصول الى قرار دولي يجيز استخدام القوّة وملاحقة الارهابيين الذين لا ينتمون الى داعش ويتلطون تحت شعارات سلموية في الشكل ارهابية في المضمون .
في حديث مع وزير الخارجية المصري تصريح واضح عن بذل مصر لجهد دبلوماسي لاقناع الغرب بفكر الاخوان الارهابي وبدورهم في تغذية التطرف الديني وهو بصدد الاستفادة من المؤتمر الذي سيعقد في اميركا لتوسعة مروحة أسماء الجهات الأرهابية وفي مقدمتهم جماعة الاخوان المسلمين.
بات الارهاب تصفية حسابات داخلية كل يتعامل معه وفق مصالحه فالعراق يريد التخلص من تنظيم الدولة دون أن يكون متحمساً للساحات الأخرى كما أن سورية حريصة على حشد دولي ينجز ما لم يستطع انجازه جيش أعدّ من أربعين سنة لتحرير فلسطين ويؤيد نظامه بقاء الارهاب في دول أخرى كما استخدمه من قبل في العراق وهكذا حالة مصر الباحثة عن تأييد وتحشيد دولي خلف الآلة العسكرية لا جتثاث تطرف الاخوان المسلمين باعتبارة الأم المرضعة للارهاب الذي يضرب الجميع في المنطقة .
هذا من جهة ومن جهة أخرى يبشر التدخل المصري بعودة الأب العربي الى عائلته الضائعة والمتشتتة والخانعة والخاضعة للطموحات الايرانية كما يصفها الكثيرون من النخب العربية حيث مزّقت ايران الهوية العربية وجعلت الجهويات المذهبية والطائفية هي الهويات الجديدة للسمات العربية .