اول احتفال علني اقامه حزب الله للقادة الشهداء كان في 16 شباط 1985 في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال الشهيد الشيخ راغب حرب، وقد اقيم الاحتفال في حسينية الشياح في الضاحية الجنوبية وقد اعلن فيه الناطق الرسمي باسم الحزب انذاك السيد ابراهيم امين(السيد) الرسالة المفتوحة للحزب والتي تضمنت رؤية الحزب ومواقفه العقائدية والسياسية، واتسمت الرسالة بالتشدد والوضوح على صعيد الالتزام بولاية الفقية وقيادة الجمهورية الاسلامية الايرانية ورفض النظام اللبناني ومواجهة اميركا واوروبا والكتائب.
ومنذ 16 شباط 1985 والى اليوم يحيي الحزب ذكرى الشهداء وفي 16 شباط 1992 وفيما كان الامين العام السابق للحزب العلامة السيد عباس الموسوي عائدا من مشاركته في احياء الذكرى السنوية لاغتيال الشيخ راغب حرب في جبشيت اغتاله العدو الصهيوني مع زوجته وابنه حسين، فانضم السيد عباس الموسوي الى لائحة القادة الشهداء، وقد تميز السيد عباس بتواضعه وحبه للناس وللمجاهدين ووحدويته وحيويته ومواقفه الواضحة والصريحة.
وفي 12 شباط 2008 وقبل ايام قليلة من احياء الذكرى السنوية للشهيدين عباس الموسوي وراغب حرب اغتال الموساد الاسرائيلي متعاونا مع الاستخبارات الاميركية القائد الحاج عماد مغنية في دمشق وانتهت بذلك رحلة الحاج عماد الجهادية والامنية والتي حقق فيها الكثير من الانتصارات ضد العدو الصهيوني والاجهزة الاستخباراتية الغربية.
وفي تشرين الثاني 2009 اعلن حزب الله على لسان امينه العام السيد حسن نصر الله وثيقته السياسية الجديدة والتي تميزت بتغييرات كبيرة على صعيد الرؤية السياسية والموقف من الدولة اللبنانية وعلى الصعيد الدولي والداخلي.
وقد قدم حزب الله الالاف من كوادره وقادته وعناصره شهداء وجرحى خلال مسيرته الممتدة من العام 1982 حتى اليوم، لكن خلال كل هذه السنوات لم يبق الحزب على ما كان عليه منذ البداية وقد شهد تغييرات تنظيمية وسياسية وفكرية واجتماعية، وان كان الثابت الاساسي في مسيرته استمرار الالتزام بولاية الفقيه عقائديا والاستمرار بالمقاومة ومواجهة العدو الصهيوني مع تغير ادوات الصراع، لكن العنصر الجديد في مسيرة الحزب اضطراره للانتقال الى ساحات اخرى للقتال تحت عنوان الدفاع عن مشروع المقاومة، كالانتقال الى سوريا والعراق للقتال هناك او تقديم الخبرات الاستشارية.
واليوم اذ يحيي الحزب ذكرى قادته الشهداء يواجه تحديات جديدة داخلية وخارجية وامامه مسؤوليات اكبر ولم يعد الحزب مجرد مجموعة مجاهدين يريدون استعادة الاراضي اللبنانية المحتلة او تحرير القدس وفلسطين.
لقد اصبح الحزب حزبا ولم يعد امة وقد غرق في الهموم الداخلية وزادت التحديات وتعرض للكثير من الازمات وهو اليوم مطالب باعادة تقييم مسيرته لتحديد افق المستقبل ولم تعد الرسالة المفتوحة او الوثيقة السياسية قادرتان على الاجابة على التحديات الجديدة.
والسؤال الاهم الذي يجب الاجابة عليه اليوم من قادة الحزب: اي حزب نريد واية مهمة نريد تنفيذها واي مشروع مستقبلي نعمل عليه في المرحلة المقبلة؟