مزحة سمجة جدا إن لم نقل خدعة كبيرة جدا جدا.. هي ما أطلق عليها بالخطة الأمنية في لبنان كله وليس في البقاع فقط. فالممسكون بخناق السلطة في البلد. إما هم اغبياء أو أنهم يستغبون الناس. واجزم بأنهم من الصنف الأول وان كانوا يحاولون التذاكي من خلال تفجير بعض البروباغندات الإعلامية عند محاولة القيام بأي عمل أمني حيث يتم التمهيد له بحملة دعائية واسعة ومنظمة وتشارك فيها كافة وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمكتوبة لدرجة يشعر معها المواطن العادي وكأن زلزالا سوف يهز المنطقة المستهدفة.

في حين أن الغرض من الإعلان عن ما يسمى بالخطة الأمنية قبل انطلاقتها بأيام او باسابيع وربما قبلها بشهور هو إفساح المجال أمام المطلوبين المستهدفين لترتيب أوضاعهم بالهروب او اتخاذ الاحتياطات اللازمة التي تقيهم شر الوقوع في أيدي الأجهزة الأمنية التي يفترض أنها تلاحقهم. أن حماية المواطن وحماية المجتمع من المخلين. وفرض الأمن والاستقرار في ربوع الوطن هو مسؤولية الدولة وأجهزتها ولا تحتاج إلى خطط امنيه. فالقاء القبض على قاطع طريق او سارق او مجرم او قاتل او مزور ليس بحاجه إلى دراسات مستفيضة وإلى مباحثات معمقة وإلى قرارات مصيرية ومفاوضات مضنية فهو بحاجة وبكل بساطة إلى تحرك النيابات العامة للقيام بمسؤولياتها ووظيفتها وملاحقة الفارين من وجه العدالة. أما عندما يصبح الأمن بالتراضي عندها تصبح الخطة الأمنية هيصة إعلامية خالية من أي مفاعيل على الأرض.

لذا فالخطة الأمنية في طرابلس ألتي عجزت عن إلقاء القبض على متسببي أحداث طرابلس الأخيرة بعد هروبهم منها إلى مربع أمني لا تطاله يد العدالة واقتصرت على بعض المخالفات البسيطة وأصحاب البسطات .اعقبتها اليوم الخطة الأمنية في البقاع وبالتالى ستبقى عاجزة عن إلقاء القبض على متسببي جريمة بتدعي بعد هروب المرتكبين للجريمة أيضا إلى مربع أمني يحظر على القوى الأمنية الدخول إليه أو حتى الاقتراب منه وستقتصر بالتالي على من جازف بالمرور على الحاجز دون هوية او من نسي ان يحمل أوراق سيارته. وكذلك فإن يد العدالة ألتي لم تتمكن من إلقاء القبض على قاتل النقيب الطيار سامر حنا كذلك بقيت وبالتوازي قاصرة عن إلقاء القبض عن أحمد الأسير المتسبب بإحداث صيدا الأخيرة.

وطبعا هذا سببه الأغطية السياسية لكلا الطرفين. وهذا نموذج لعشرات او لمئات وربما لآلاف الحالات من هذه الاحداث المشابهة . وفي الأخير يأتي من يتحدث بالخطة الأمنية ويقول أنها بدأت في البقاع ولم تمنعها العاصفة الثلجية يوهان. نعم يوهان لا تمنع الخطة الأمنية من الانطلاق باتجاه البقاع. ولكن ما يمنعها من ان تؤتي أكلها هو الأمن بالتراضي.