بدأت أم لم تبدأ الخطة الأمنية في البقاع،سؤال يتداوله الكثير من البقاعيون بعد أن مضى وقت على إعلان وزير الداخلية نهاد المشنوق عنها،لكن الثابت بأن ساعة الصفر لإعلان بدئها قد إقتربت وأنه لا إطار زمني وجغرافي ستشمله العملية الأمنية.

أثمر الحوار السياسي الذي إنطلق مؤخراً بين "تيار المستقبل" و "حزب الله" تفاهمات سياسية وأمنية شملت مجمل الملفات العالقة بين الطرفين،ولأن الأمن في لبنان بالتراضي أعلن عن خطة أمنية لمنطقة البقاع الشمالي لن تكون كمثيلاتها بحسب المعطيات بعد رفع الغطاء السياسي والحزبي من قبل "حزب الله" و "حركة أمل" عن كافة المطلوبين والمخلين بالأمن،وبعد أن سبقها خطة أمنية لطرابلس وسجن رومية ساهم "المستقبل" في نجاحها.

عشرات الخطط التي أطلقت ونفذت سابقاً في المنطقة ولم تؤتي ثمارها لعدة عوامل منها:الغطاء السياسي والحزبي،الإعلان مسبقاً عن ساعة الصفر لبدئها ما يدفع المطلوبين للتواري عن الأنظار واللجوء إلى الجرود لحين إنتهاء المداهمات التي لا تستمر أكثر من أيام عدة دون إستكمالها بإجراءات ثابتة،وأيضاً العلاقات التي ينسجها المطلوبين مع بعض الأمنيين والتي تدفع الأخيرين إلى إخبارهم بساعة المداهمات والأماكن التي ستشملها ما يدفعهم إلى الهروب.

أما الخطة المرجوة اليوم والتي سرعت فيها جريمة بتدعي التي ذهب ضحيتها شخصان من آل فخري على يد مطلوبين من آل جعفر،وكادت الأمور أن تنزلق إلى مكان لا يتمناه أحد لولا التدخلات الدينية والحزبية، فيؤكد مصدر أمني لموقع "لبنان الجديد" بأنها لن تكون كسابقاتها،فساعة الصفر ستبقى طي الكتمان وهي الآن تسير على نار حامية،واضاف أنها ستعتمد على ضربات محددة وبنوك أهداف واضحة حيث ستشمل توقيف عصابات الخطف مقابل فدية وعصابات سرقة السيارات وتجار المخدارات ،مشيراً أن القوى الأمنية بمختلف فئاتها عملت خلال الفترة الماضية على جمع المعلومات الكافية عن المطلوبين والطرقات التي يسلكونها والأماكن التي يلجأون إليها، وأن الجيش والقوى الأمنية نفذوا مداهمات عديدة في بلدة بريتال والشراونة في بعلبك بعد الإعلان عن الخطة الأمنية واوقفت خلالها شربل خليل المتهم بقتل ايف نوفل وعدد من المطلوبين،وانها ستستكمل بإجراءات ثابتة ودائمة في المنطقة وتعزيز إنتشار ووجود القوى الأمنية والجيش.

وعلى صعيد المطلوبين الذين كانوا مع كل خطة أمنية يظهرون إعلامياً ويختفون عن الأنظار لحين إنتهاء الإجراءات،فقد بدى هذه المرة الإرتباك والحيرة واضحاً عليهم،حيث لجأوا إلى الجرود منذ الإعلان عن الخطة ورغم قساوة الطقس والثلوج التي تغطي الجبال، حيث توقفت عمليات الخطف والسلب والسرقة منذ فترة أيضاً،ولكن اللافت هنا بحسب أحد أبناء بريتال أن العديد من المطلوبين في البلدة قد لجأ إلى مراكز حزب الله في جرود البلدة وهو المكان الذي لن تطاله الإجراءات المرتقبة ما يطرح تساؤلاً عن مدى جدية رفع الغطاء الحزبي.

أما أهالي المنطقة الذين ضاقوا ذرعاً من تصرفات تلك العصابات التي روعت الآمنين في منازلهم وأصبح كل مواطن هدفاً لهم دون أي رادع،وإنعدمت الحركة التجارية فيها لغياب الأمن عن الطرقات،فيأملون من الخطة هذه خيراً علَها تعيد الثقة بالدولة والقوى الأمنية التي غابت عنها سنوات وتركت أمور الحل والربط لرؤوساء العشائر والأحزاب وأن تترافق مع خطة إنمائية شاملة،وفي بلد مثل لبنان يبقى السؤال عن مدى جدية الخطة هذه المرة أم أنها مجرد جرعات زائدة لتنفيس الإحتقان في المنطقة وعملاً بالمبدأ القائل أن الأمن لا يكال بمكيالين.